الحج على الابواب وانظار المسلمين وقلوبهم تتجه صوب المسجد الحرام لاداء القريضة والركن الاعظم ..المشهد هذا العام مختلف تماما وقراءته صعبة وبالغة التعقيد والقسوة الصورة العامة القريبة والبعيدة تكشف عن عالم منزوع الانسانية او فقد انسانيته مع سبق الاصرار والترصد..عالم انهارت فيه منظومة كل القيم الاخلاقية والحضارية ضاعت فيه انسانية الانسان الا قليلا اصبح كارها للحق مفتئتا على الحقيقة اختلت موازين العدل ولم يبق الا صوت القوة الغاشمة المدمرة في ايدي قلة متعجرفة فقدت عقلها وانسانيتها ولا يهمها صرخات المستضعفين ولا استغاثات المظلومين والمضطهدين ولا انات الثكالى ولا دموع الاطفال ولا دماء الانسانية المهدرة على وجه الكون صباح مساء.
العالم الاسلامي داخل المشهد الماساوي في وضع لا يمكن وصفه بعدما يحدث على الارض وهو يراقب وكانه منزوع القوة والارادة الا من فئة قليلة امام عدو طغى وبغى وتجبر بلا حساب.
يطل علينا الحج والعالم على شفا انهيار حضاري مقيت وكانه يريد ان يقرع العقول والاذهان في كل مكان الى النموذج الحقيقي والصحيح للانسانية والحضارة في ابهى صورها تتجسد على ارض الواقع قمة الرقي الانساني والتجرد لله الواحد الاحد ارفع واعلى نموذج لاحترام انسانية الانسان وعد التفرقة والتمييز بين اي منهم بسبب لونه او غرقه او اي شيء اخر الجميع سواسية كاسنان المشط لافرق بين غني وفقير ووزير وغفير تسقط كل اشكال التمييز والتفرقة من اي نوع الكل امام الله سواء وفي لباس واحد وفي توجه ومقصد واحد.
والحج ليس رسالة للمسلمين فقط بل هو رسالة لكل الناس في العالم وذلك منذ اليوم الاول للفريضة كما ارادها الله ووفق ما جاء في الامر الالهي لسيدنا ابراهيم عليه السلام واذن في الناس بالحج..
اتصور ان المسلمين حتى الان لم يفهموا او يستوعبوا الرسالة الموجهة اليهم والمقاصد السامية في اداء الفريضة ولو لمرة واحدة في العمر..نسوا تماما القوة التوحيدية الى يولدها الحج في ابناء الامة الى جانب القوة الروحية ..صحيح انهم يتوجهون الى مكة كل عام لكن بعواطفهم في الاغلب الاعم وينسون الاهم عقولهم ويتغافلون عن حقيقة الدروس وما وراء الاجتماع العام في المشعر الحرام وفي الارض المقدسة..فما لم يفهمه المسلمون من الحج او ما يتغافلون عنه ويتعاملون معه بشكل مظهري هو الاهم في القضية الايمانية والحياتية ايضا.
الجانب الاخر غير المسلم فهم الرسالة واستوعب المقصود وانتبه اليه وادرك حقيقة ما يمثله من قوة للمسلمين ولو انتبهوا اليها لكان لهم شان اخر واقوال اخرى حاسمة في وجه اي قوة على الارض ..وانطلاقا من هذا الفهم شرعوا في اعداد خطط جهنمية لتخريب الحج وتفريغ الفريضة من كل مكامن القوة وذلك بعد دراسات جادة ومتعمقة لما يجرى وبذلوا في ذلك جهودا جبارة لمعرفة تاثير الحج على الروح المعنوية للمسلمين واساخدموا كل الحيل للوصول الى اهدافهم سواء بزرع جواسيس في مواسم الحج وفي مكةوالمدينة لانهم كانوا يشعرون بالم شديد قديما بالطبع من انهم لا يعرفون شيئا عما يجرى في البلد الحرام ولا ماذا يفعل المسلمون في لقائهم على هامش الحج وكيف يفكرون في شئونهم العامة والخاصة وامور وحدتهم ما بعد الروحية وقبلها.ومن يتابع قصص المستشرقين وغيرهم من الاوربيين عن الحج سيجد العجب العجاب.
خلص الجانب الاخر الى نتيجة مهمة جدا وهي ان الحج هو احد اكبر مكامن القوة للعالم الاسلامي وكانت كل التقارير ترفع الى قادة الدول الكبرى الاستعمارية حينئذ وقالوا صراحة لن نستطيع هزيمة المسلمين مادام فيهم القران الكريم والحج!!
لذلك لا تعجب ان يتعامل مسلمو هذا الزمان مع الحج بطريقة ميكانيكية مظهرية لم يعد يشغلهم الا تكاليف الحج ومع ان قلة قليلة تحرص على اداء الفريضة باخلاص فان اخرين غارقون في حج الفخفخينا ولا يهم دفع نصف مليون او اكثر..
ولله الامر من قبل ومن بعد..والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com