وصار لقطرات الندى على الزجاج صوت ملء صوت
وظنت أنه اكتفى منها بالصمت والصمت الطويل،
وأنه خذل الشعر لم تعد ملهمة الوريد
وظنت أنه في سوق المدينة،
باع النظرة الأولى من زمن العويل،
وذكرى أول حديث مفعم بالحنين،
وقبلة رسمت على الجبين في غفلة عن الحاضرين
وعيونا تحدثت للمعنى عن المعنى للعاشقين،
ظنت أنهما تكتفيان بذكرى الكلام بعد حين
لكنه ظل راكدا في اتجاه الريح
في غير اتجاه العناق ورعشة اليدين،
وشفتان رسمت على الثغر ابتسامة في كمال.
من سجل على الدفتر ميلاد الصراخ،؟
مِن أنين البعد دون الفطام.
من خبَّر المدينة أن الوعود باتت لون الرماد،؟
هل هذا الحب يخشى طعم الحلال،؟
ظنت أنه آدم ليوم البعث آت،
تساءلت عما دار بينها وبين الخيال،
سلبت من عناق يتلوه عناق
في فزعة الحلم يراودها
كنبي قُدّ قميصه من غير إذن الإله
على غصن الزيزفون علقت آخر نظرتين،
ذكرى لمحة ترتجي فيها المحال،
كعدد حبات المطر على الزجاج
باتت تروي الحكايات تلو الحكايات
تعبر من جيل لجيل لكل الأجيال،
ليرسو الحب على ظلال غصن المحال،
و عانقت ذكراه وذكرى العابرين ، الشاهدين
على أول نظرات المعنى من زمن
الجمال ثم الجمال فالجمال…
للعدم.
كانت تظن كل ذاك وذاك.وذاك
لكنه كتبها قصيدة يسأل الكون،
دونها ما طعم الحلال.؟؟؟