المؤتمرات والندوات عن السيرة والسنة لا شك انها تلقى بأحجار مهمة وضرورية في بيئة ثقافية عطشى للثقافة الإسلامية الصحيحة وهي تفتح أبوابا للحوار الجاد بعيدا عن السفسطة والغوغائية وتمنح وسائل الاعلام فرصة لتسليط الأضواء على جوانب كثيرة من السيرة العطرة لا تستطيع طرحها في الأيام العادية خاصة مع سيادة اعلام المناسبات وضعف الوسائل المتخصصة..
المشكلة الكبرى مع معظم اللقاءات أنها تنطلق من رؤية وروايات المستشرقين والحانقين على السنة النبوية بل والدين عموما..نقطة ومركز الانطلاق مسالة في غاية الأهمية لانها تلقى بظلال على طرق الحوار ومداخله وبالتالي النتائج التي سيفضى اليه..
الاعتماد على ما اثاره المستشرقون وأعداء الإسلام من شكوك وشبهات أوقع الجميع في فخ الترويج لتلك الأكاذيب بصورة لم يحلم بها الأعداء بعد ان كانت محصورة في فئة قليلة ومتخصصة فقط..
الفكرة قد يكون لها بريقها لكنها تحمل من المخاطر والاضرار اكثر وقد ثتير البلبلة والشكوك وهو ما يريده الأعداء خاصة والبيئة الثقافية ضحلة وضعيفة جدا ولا توجد خطوط دفاع لدى الأشخاص أوما يوفر لهم الحماية المطلوبة والامن الثقافي والتحصين الواجب على الصعيد الديني.
نحتاج بالفعل إلى منهج جديد اسلامي صرف لإعادة تقديم وعرض كنوز السيرة والسنة يستفيد من أدوات العصر الجبارة..وبعدها ننتقل الى سموم المستشرقين واتباعهم وذيولهم في كل مكان..
لم يعد يكفى فقط إعادة الطبع والإصدار للمؤلفات والمراجع القيمة وبثها على المواقع المختلفة رغم أهمية ذلك..لابد من اعمال جديدة عصرية تواكب كل الافهام بما فيها المتمردة وأصحاب الوعي الشقي من أبناء المسلمين قبل المتربصين بالإسلام وأهله.
السؤال المطروح الان هو كيف نتعامل مع السيرة والسنة النبوية؟ ولعله السؤال الأكثر إلحاحا والذي يحتاج إلى إجابة شافية صادقة كفيلة بإزالة ماران على القلوب وما خيم على العقول من سواد على مدى سنوات من الإهمال والتجاهل سمحت لأنواع كثيرة من السوس أن تنخر في العظام واشكال من العفن الفكري ان تتراكم لولا عناية الله وفضله.
الطريف وهو ليس بمستغرب انك لاتعدم في أي بلد وفي كل ركن من العالم وجود مركز أو هيئة أو جهة ما تحت أي مسمى تحمل لواء السيرة والسنة والدفاع عنها اسماء واضحة وصريحة وإعلانات عن مشروعات عملاقة هنا وهناك..الغريب رغم موجات الحماس وعقد المؤتمرات والندوات الكبرى دولية ومحلية إلا أن الأمر سرعان ما يخفت ولا اقول يتلاشى وكأننا نقيم البرهان على أننا من أصحاب النفس القصير خاصة مع المشروعات الحيوية لبناء الأمة في المجالات المختلفة لتحجز مكانها المستحق في الصفوف الأولى كما يجب تحقيقا للمقصد الاسمى في قوله تعالى ” كنت خير امة أخرجت للناس”.
لو رصدنا عدد المشروعات المهمة على هذا الصعيد وخاصة ضربات البداية لمراكز السيرة والسنة في مصر والبلاد الإسلامية الأخرى سنجد كنوزا واسسا يمكن البناء عليها ومواصلة الانطلاق وأيضا يمكن رصد نتائج الهجمات المضادة والضربات المتلاحقة للمشروعات والأفكار الخاصة بالسيرة والسنة وكيفية حمايتها والدفاع عنها والاهم كيفية نشر الثقافة الصحيحة والمباشرة بعدا عن الغوص في اضابير قد لا يفهمها المسلم العادي البسيط.
لايمكن ان نغفل وجود نوبات صحيان قوية كانت حاضرة دائما مع كل هجمة أو أزمة لكنها للأسف سرعان ما تتبدد كسلا او اهمالا اواستسلاما لنزعات وسياسات اقصائية واستجابة لنصائح شيطانية نشطت واستفحلت تحت ستائر مزيفة وخادعة عن الإرهاب ومواجهة العنف ومقاومة التطرف وفرض رؤى غريبة عجيبة من قبيل تجفيف المنابع واشباهها من دعوات ظاهرها الرحمة ومن قبلها العذاب المهين.
يقينا لاخوف على القران والسنة مهما بلغت قوة وسطوة الحملات إياها ولكن الخوف كل الخوف على المسلمين وابنائهم في عالم يموج بالفتن بلا ضفاف.
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com