هذا الكتاب إضافة مهمة جدا للمكتبة الصحفية و فيما يختص بالتسويق ومشكلاته ..بحث علمي مشكور للأستاذ الدكتور عبد الله بناخر توصل فيه لنتائج مهمة جدا تحتاجها مهنة الصحافة والإعلام الآن ..
مما لا شك فيه أن المتغيرات التى لحقت بالصحافة الورقية.. قد أثرت على اقتصاديات باقى وسائل الإعلام والاتصال.. سواء بذلك الرصيد المتزايد من المشاهدين والمتابعين لوسائل التواصل الاجتماعى.. التى تفاجأنا كل لحظة بجديد.. أو نظرية الأوانى المستطرقة.. التى تعتبر رمانة الميزان بالنسبة لهذه الشرايين.. حتى تستمر فى مصدر واحد تقريبا التمويل لأنه كما نعلم إذا كان الإعلان وفنونه يمثل المصدر الأساسى للتمويل- شريكا للتوزيع والانتشار.. فإن للوكالات الإعلامية والخبراء رؤيتهم ونفوذهم فى توزيع الكعكة على هذه الوسائل.. ولا أحد يجزم بالطبع أن كل وسيلة تحصل على حصتها العادلة من المورد الإعلانى.. لعوامل متشابكة.. اكتشافها وشرحها يطول.
وباختصار بالنسبة للصحف الورقية كما تعلم.. فهى لا تعانى من ضعف فى كوادرها وقوتها البشرية.. على العكس تدين بقصص نجاح لصحفيين موهوبين.. ولكنها تعانى بالتأكيد من تكلفة إصدار متصاعدة.. بسبب ارتفاع أسعار بورصة الأوراق والأحبار والأفلام والمعدات.. وقطع الغيار.. ومشكلات فى أسعار الصرف.. حجمت طموح التوزيع بالملايين لأن التكلفة الحقيقية للنسخة أصبحت عبئا على الناشر.. لا يستطيع اعتمادها كثمن محدد للصحيفة.. مهما كانت عدد صفحاتها أو الألوان المطبوعة بها.. أو الجهد المبذول للانفاق على ما تحتويه.
واليوم نحتفل بإضافة مهمة تضىء طريق الحل المنشود.. كتاب جديد لباحث سعودى مرموق.. عنوانه اقتصاديات وسائل الإعلام.. الممارسات والفرص والتحديات للأستاذ الدكتور عبدالله على بانخر أستاذ اقتصاديات الإعلام بكلية الاتصالات والإعلام فى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.. وعميد كلية الإعلان بجامعة الأعمال والتكنولوجيا.. وصاحب خبرة علمية وعملية فى هذا المجال تجاوزت الأربعين عاما فى حقل الإعلام العربى والسعودى ويسجل الكتاب على صفحاته التى تجاوزت 236 صفحة.. بصفة خاصة ما يخص المورد الإعلانى للوسائل التقليدية والمستهدفة.. ويشير إلى دور الإعلام المهنى المنشود فى تنقية أجواء اقتصاديات الوسائل فى ربط المنافسة بالمجال والمحتوى الإعلامى للوسيلة.. مما يرشد المعلن إلى الاختيار السليم.. وتركز الوسيلة على تجويد للخدمة المتخصصة أملا فى زيادة التمويل.
كما يسرد من خلال خبراته التجارية أفكارا ناجحة.. بفضل موهوبين وضعوا أنفسهم.. محل المتلقى.. وراعوا أخلاقيات المهنة.. واحترموا رد فعل المتلقى.. فجاءت النتيجة مبهرة.. وإن كان الأمر بالنسبة للصحافة الورقية يحتاج إلى أنشطة استثمارية أخري- شقيقة- تخفف من العبء الملقى على الإصدار الرئيسى والالتزام بأن يكون الإصدار الإلكترونى سندا للورقى وليس مقصودا به الالغاء أو التوقف.. أو التعطيل.
وفى اعتقادى يمثل الفصل الثالث التحديات.. والذى يعالج انتقائية المجهود وقياس نسب المشاهدة فى التليفزيون.. ومعايير الإفصاح.. ثم صعود وهبوط ذلك الجهاز السحرى التليفزيون ثم ضرورة القياس الدقيق لنسبة المشاهدة والتى تناولت فعاليات رمضان.. وتزايد الاقبال على التليفزيون السعودى وتأثير الجهود التى بذلها رجل الأعمال الراحل صالح كامل فى المنظومة الإعلامية العربية.. تسعة وعشرون صفحة متميزة جدا.. نصل بعدها إلى نماذج وأمثلة تطبيقية.. تفيد من يبحث عن الحل المأمول.
صالح إبراهيم