كان ظهور (البومة ) أو سماع نعيقها نذير شؤم ..
على أثره؛ يتم إعلان حالة الطوارئ في المنزل الريفى؛ الكائن على أطراف القرية ..
كان سماع صوتها؛ أو الاهتداء على مكان تواجدها؛ بأعلى إحدى الأشجار المحيطة ؛
من خلال انعكاس شعاع عينيها إذا ما صادفته؛ مرمى الاشعة التى يرسلها كشاف الإضاءة؛
الذى كان يستعين به أحد أفراد الأسرة؛
مما يمثل سبقا خطيرا وحادثا جللا ..
على أثره يتبادل الأطراف الخبر فى مواجهة رب الأسرة؛
الذى يستقبل هذا الخبر بمنتهى التركيز وكامل الاهتمام ..
الرجل كان يمتلك بندقية صيد خرطوش مرخصة ..
وهاهو على الفور ؛
يبادر بإحضارها؛
وإجراء عملية تنظيف وصيانة كاملة لها ؛
ثم يعقب بالاطمئنان على توافر الطلقات الخاصة بها ؛
وكأنه على مشارف معركة حقيقية ..
عندما ياتى المساء؛
يكون جميع أفراد الأسرة فى حالة تأهب كامل؛ لانتظار الخبر السعيد ؛
المتضمن نجاح الأب فى قتل البومة ..
تمر الساعات ويعود الاب كعادته؛
بعد قضاء السهرة خارج المنزل ..
النعاس كان يغالب الأطفال؛ بعد مشاهدة التليفزيون ..
وعندما عاد سالف الذكر اطمأن على جاهزية سلاحه؛ ثم سأل..
فاجابوه..
أن أى منهم لم يسمع لها صوتا أو يستدل على وجودها ..
غلبهم النوم ؛
أما الاب والام ؛فظلا متاهبين لخوض المعركة؛
ومنصتين عل أي منهما يترامى إلى مسامعه مايدل على عودتها أو تواجدها أو الكمون ..
ضاق الرجل وضاقت زوجته؛ من طول التربص والانتظار .
السكون يخيم على المكان؛ لايقطعه سوى أصوات لعواء ثعلب أو كلب ؛يتسلل من خلال الحقول الزراعية المحيطة ..
كان الجو شتاء والظلام خارج البيت حالك ؛والبرد شديد ؛
ومع صوت الريح ورتابة الانتظار ؛استبدت الرغبة بالرجل ؛
وغلبت لديه نوازع الشجاعة والمبادرة ..
لقد قرر أن يخرج متدثرا فى ملابس الثقيلة؛ متسلحا بسلاحه الفتاك ؛
مستعينا بالبطارية الكشاف ؛الذى بادر باستبدال حجارته بأخرى جديدة ..
حاولت الزوجة اثنائه والعدول عما انعقد عليه عزمه ..
لم يكترث ؛
خرج.. بينما اختارت هى الانتظار والتربص والقلق والتوتر..
مرت ساعة ولم يعد،
كما انقطع أثر صوت خطواته أو غيرها ؛
وتذكرت أنها لم تنسى أن تؤكد قائلة له ..
(ابقى اتنحنح كل شوية ..)
طالت المدة ؛وزاد القلق ؛
ولم تسمع صوت البومة؛ أو صوت العيار النارى؛ ولم يتخلل تلك الفترة اية (نحنحة ) .
ساعتين وصوت الريح فى ازدياد؛
والليل البهيم يخيم على أرجاء المكان؛
حتى شق هذا السكون صوت عيار ناري؛
وفى أعقابه عاد الرجل متهلل الاسارير ؛؛
وبيده جثة البومة ..
أصر على إيقاظ الأبناء ليزف إليهم البشرى ..
..قتلنا البومة..
ثم انصرف الجميع بعد ذلك إلى سباتهم العميق؛
على أمل استقبال الصباح؛
وبداية عهد جديد بعد مقتل (البومة)
غير أن صباحهم لايزال لم يشرق بعد …
ولايزال الاب يتغنى بموقعة قتل البومة ..