يقاوم الفلسطينيون ثم يطردون ثم يعودون الي الركام
النهج الصهيوني واضح اتجاه غزه
فهي تقوم على اباده الحجر والشجر
بحيث تتغير ملامح الارض وتتغير التركيبة الاجتماعية لغزه
فيستيقظ الفلسطيني من اهل غزه ليبحث عن اهله فلا يجدهم
او عن بيته فلا يجد له اثرا الا ركاما
وبذلك ينفصل الارتباط بين الفرد والمكان
فكل انسان يتعرف على نفسه من خلال محيطه فلا معنى لحياه الفرد بدون اهله او بدون بيته
وتلك كانت الخطه الاسرائيليه من البدايه
خطه التهجير
ربما فكر احدهم في الغرف المغلقه انه اذا غيرنا ملامح تلك الارض وغيرنا التركيبه السكانيه من خلال ابادة جزء كبير من السكان فان ارتباط الناس بالارض سينتهي وبالتالي يمكن تهجيرهم بسهوله فلم يبقى لشخص ما يبقى من اجله في غزه
الا ان المفارقه اننا وجدنا الفلسطينيين يعودون الى دورهم المهدمه ويسكنون منازل لا حوائط لها ويصلون بجوار المساجد المهدمة
راينا الفلسطينيين يعودون الى الشمال الى جباليا يقمون الشوارع ويكنسونها وكان هذا شكل من اشكال المقاومه
رايناهم يكنسون وينظفون داخل مستشفى الشفاء مثل ما كانوا يحفرون خارجها للبحث عن الجثث في المقابر الجماعيه
يخرج الفلسطيني والمقاوم من تحت التراب ليدافع عن التراب وكانه يدافع فقط عن التراب او عن الركام
ان الخروجه من تحت التراب لهو الصوره مهمه يجب التدقيق فيها
تحضر لذهني صوره تلك القبضه التي رايتها كثيرا تخرج من الارض
والارض تحمل كل الخير فمنها تخرج النباتات التي تطعم البشريه
ونقول مجددا ان ارتباطك بالارض يتعلق بارتباطك باهلك ودارك
وهنا السؤال اذا قمت بقتل اهلك وهدم دهرك بل ومنطقتك بالكامل
فما الذي يدفعك للبقاء
بل ما الذي يدفعك للعوده الى ذات المكان بعد التهجير
ان وجهه النظر العاديه تقول انني اذا قمت بحرق الاجهزه الطبيه وارتكاب المجازر في احدى المستشفيات فما هو السبب الذي قد يدفع الفلسطينيين لتسمية هذا المكان بالمستشفى اصلا … فهو مكان للموت ليس الا خصوصا اذا قمت باعتقال الاطباء وقتلهم واستهداف طواقم الاسعاف والتمريض
اعتقد انه من اقسى المشاهد على المحتل هي فرق الانقاذ التي لا تزال تذهب الى اماكن القصف لتخرج الفلسطينيين من تحت الركام احياء او امواتا
تلك المشكله اذا انه لا يزال هناك نسيج اجتماعي
ربما توقعت اسرائيل كما توقع كثيرون انه بعد عمليات القصف المتواصل لمده ثمانيه اشهر يتوقع الجميع منظرا معينا في ظل المجاعه مثلا وهو ان يتقاتل الناس على الفتات على فتات المساعدات التي تدخل الى القطاع
ذلك هو ما ارادته اسرائيل
ارادت للفلسطينيين ان يثوروا على النظام ان يقتل بعضهم بعضا في ظل المجاعات والقصف وغياب السلطه والقانون وتلك صوره متوقعه اذا كان الاسرائيلي يعتقد ان حكم حماس لغزه هو حكم قائم على اخذ الفلسطينيين كدروع بشريه
فان هذا يستوجب كما يرى العقل الصهيوني ان يثور الفلسطينيون في اقرب فرصه على هذا الحكم الجبري ويقبلون بالاحتلال كمحرر لهم
ما رايناه ان الفلسطينيين لم يصابوا بالذعر لم ينهار قطاع غزه لم تنهار البنيه الاجتماعيه لم يبدا الناس في الالحاد بل اتجهوا الى الله اكثر حتى صاروا مثالا للعالم