في ليلة مظلمة من ليالي سبتمبر عام 1971، شهدت لندن واحدة من أكثر عمليات السرقة جرأة في التاريخ، سرقة بنك لويدز الشهير في شارع بيكر. كانت هذه السرقة مدهشة ليس فقط لجرأتها ولكن أيضًا للدقة والحرفية التي نُفذت بها.
البداية:
بدأت القصة عندما التقط هاوي اتصالات راديو، يدعى روبرت رولينغ، محادثة غير عادية بين أفراد يتحدثون عن عملية سرقة. كان الحوار غامضًا، ولكنه تضمن تفاصيل كافية ليثير شكوك رولينغ. دون تردد، قام رولينغ بإبلاغ الشرطة بما سمعه، متوقعًا أن يُحبط مخطط السرقة.
التحريات الأولية:
توجهت الشرطة إلى البنك المعني في شارع بيكر، ولكنها لم تجد أي دليل يشير إلى عملية سرقة وشيكة. كان كل شيء يبدو طبيعيًا. لكن، لم تكن هذه النهاية، بل كانت مجرد بداية لواحدة من أكثر العمليات المحيرة في تاريخ السرقات.
الخطة الذكية:
اتضح لاحقًا أن اللصوص كانوا يعملون تحت الأرض، حيث قاموا بحفر نفق يصل إلى غرفة الخزائن في البنك. بدأوا العمل على هذا النفق قبل أسابيع من العملية، مستخدمين معدات حفر متطورة وصامتة لتجنب لفت الانتباه. النفق الذي حفره اللصوص كان طوله حوالي 15 قدمًا، واستغرق حفره ليالي طويلة من العمل المضني.
ليلة التنفيذ:
في ليلة التنفيذ، كان الفريق المكون من أربعة أفراد مستعدين تمامًا. كانت خطتهم تتضمن الدخول إلى النفق والوصول إلى غرفة الخزائن دون أن يُكتشف أمرهم. بمجرد وصولهم إلى الغرفة، استخدموا معدات حديثة لفتح الخزائن دون إحداث ضجيج. كانت الغنيمة هائلة، تضمنت مبالغ كبيرة من النقود، ومجوهرات، وسندات مالية. قُدّرت قيمة المسروقات بملايين الجنيهات.
الاكتشاف:
بعد انتهاء العملية بنجاح، لم يكن لدى البنك أي فكرة عن السرقة حتى صباح اليوم التالي عندما اكتشف الموظفون الخزائن الفارغة والنفق المحفور. كانت الصدمة كبيرة، وسرعان ما استُدعيت الشرطة للبدء في التحقيق.
التحقيق:
بدأت الشرطة تحقيقًا مكثفًا، معتمدين على الأدلة القليلة المتاحة. تم استجواب العديد من الأشخاص، بما في ذلك العاملين في البنك وسكان المنطقة المجاورة. كما استُخدمت التقنيات الجنائية الحديثة آنذاك لتحليل النفق والأدوات المستخدمة في السرقة.
الانفراجة:
خلال التحقيق، تم العثور على بعض الأدلة التي قادت الشرطة إلى مشتبه بهم محتملين. بعد أسابيع من التحري والمراقبة، تمكنت الشرطة من القبض على عدد من أفراد العصابة. تم الكشف أن العقل المدبر للعملية كان شخصًا ذو خبرة في الحفر والإنشاءات، مما يفسر القدرة الفائقة على حفر النفق دون أن يُكتشف أمرهم.
المحاكمة:
تمت محاكمة المتهمين وسط اهتمام إعلامي كبير. أدين البعض وحُكم عليهم بالسجن لفترات طويلة، بينما لم تُسترد كل الأموال والمجوهرات المسروقة، حيث تبين أن جزءًا كبيرًا منها تم تهريبه إلى خارج البلاد أو بيعه في السوق السوداء.
النهاية:
ظلت هذه السرقة حديث الناس لفترة طويلة، وأصبحت جزءًا من التاريخ الجنائي البريطاني. تُعد قصة سرقة بنك لويدز تذكيرًا بأن الجرائم الأكثر جرأة يمكن أن تُنفذ بأكثر الطرق دقة وحرفية.