كان من أصحاب التاريخ المشاركين في ندوة أدبية ، رحب به الجميع بما يليق ،وكان مشهورا لكونه أحد سدنة الأدب القديم والتراث الأدبي، بمفردات لغته المقعرة أتى شعره نظما لاروح فيه ، وكذا حديثه ومقارناته وإبحاره في عالمه القديم ،أحدث شباب الأدب الذين تضمهم ذاكرته العقاد وطه حسين والرافعي وشوقي وحافظ والبارودي ،لايقرأ إلا القديم ،لايعترف بأي كتاب معاصرين ولايقرأ لهم ،دخلت إحداهن وما إن أعلن مقدم الندوة عن حضورها إلا وضجت القاعة بالتصفيق المتواصل ، تذكرها فهي أحد معارفه ، يتعامل مع أي انتاج أدبي لها بتعال ،لكن لم يثنيها هذا عن إكمال مشوارها الإبداعي ،ما إن تحدثت في الندوة حتى فوجيء بالحاضرين يصفقون طربا ،إعجابا،انتشاء بحديثها السلس الفصيح المفهوم ، وثناء النقاد من ذوي الشأن العالي وإشادتهم بأعمالها ،ما إن انتهت الندوة لم تستطع الذهاب إليه لتحيته من كثرة المعجبين الذين أحاطوا بها من الحاضرين على مختلف أعمارهم ،بينما يقف وحيدا وحوله بضع نفر في مثل سنه ، استدعى مقدم الندوة يستطلع خبرها ،متفاجئا أنها بأوج شهرتها ،وتحققيها أعلى مبيعات وإقبال على كتبها ،دارت الدنيا به،هل كنت مغيبا تلك الفترة حتى كبرت واشتهرت وصار لها تواجدها الكاسح هذا ؟!، كيف وكم استخففت بنتاجها ومحاولاتها في الكتابة؟!! ،كانت واسعة الصدر ،تتصل بي،تعرض على انتاجها وأنا سادر في التعالي والتأفف، حتى ظننت أنها كفت عن الكتابة ،دارت الدنيا بي ،مقلبا الكفين ،ماطا الشفتين ،أهز رأسي،متعجبا من عدم متابعتي لما حولي،أتحرك في مكاني،محلك سر ،لجأت إلى كهفي بعد أن باءت محاولتي التواجد بالمدينة بالفشل إذ لفظتني ،معتبرة إياى ،ماركة قديمة .