تؤدي قصور الثقافة المصرية دورًا رائدًا ومتفردًا ومتميزًا يسهم في بناء الإنسان فكريًا ووجدانيًا ومهاريًا، ومن خلالها تُقدم كافة الخدمات الثقافية والفنية التي تساعد في تنمية الوعي الثقافي لدى الجماهير في العديد من المجالات بمحافظات الجمهورية وتتضمن السينما والمسرح وألوان الفنون من موسيقى وفن شعبي وتشكيلي لفئات الشباب والمرأة والطفل، والغاية العليا من وراء ذلك تكمن في ترسيخ قيم المواطنة وما تشمله من ولاء وانتماء وحب لتراب الوطن والعمل على حمايته وصون مقدراته والزود عنه والتضحية من أجله.
وعطفًا على ما تقدم نوقن بأن رسالة ورؤية الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية التي تبناها نائب رئيس الهيئة والقائم بإعمال رئاسة الهيئة حاليا الأستاذ محمد عبد الحافظ ناصف تتناغم مع استراتيجية الدولة في المرحلة المقبلة وتوجيهات قيادتها السياسية التي أكدت على ضرورة بناء الإنسان لتستكمل مراحل بناء الأوطان ويعم الإعمار والعمران ربوع الوطن الحبيب، وفي ضوء هذه التوجهات وفي إطار خطط وزارة الثقافة والهيئة لتطوير البنية التحتية للمواقع الثقافية، وتعزيز دورها في نشر الوعي بين المواطنين وتعزيز قيم الولاء والانتماء.
وفي ضوء هذه التوجهات قام الأستاذ محمد ناصف بزيارة عدد 10 مواقع ثقافية تابعة للهيئة في 6 محافظات لرفع كفاءتها والوقوف على متطلبات التطوير بها للقيام بما هو منوط منها، والسعي لتطوير آليات العمل بجميع المحافظات، وتجويد الخدمات المقدمة للجمهور والإسراع في التحول الرقمي واستخدام جميع تطبيقاته بالهيئة، بما يمهد لتقديم محتوى ثقافي واعي وبرامج هادفة تسهم في التوعية وإرساء القيم لبناء الإنسان.
وإعلاءً من شأن الوعي القومي سارعت وزارة الثقافة في تحقيق مساعيها الحميدة وفقًا لاستراتيجيتها ورؤيتها الحالية والمتضمنة بالبرنامج الوزاري الذي نال الثقة من مجلس النواب المصري؛ حيث أعلن وزير الثقافة صاحب الهمة والنشاط والرؤي الطموحة عن تفاصيل برنامج احتفالات قطاعات وزارة الثقافة بالذكرى الـ 72 لثورة يوليو؛ حيث أكد الوزير على أن الاحتفاء بهذه المناسبات يُرسخ قيمتها الوطنية لدى الأجيال المتعاقبة ويؤصل الحفاظ على الوطن وصون مقدراته، وتمت الإشارة إلى أن أجندة الفعاليات والأنشطة التي تُنظمها وزارة الثقافة المصرية، من خلال قطاعاتها المتعددة، تتضمن برنامجًا ثقافيًا وفنيًا ثريًا، تقدمه للجمهور المصري بالقاهرة والمحافظات، بمناسبة الاحتفاء بذكرى ثورة 23 يوليو 1952، وتستهدف الفعاليات إلقاء الضوء على أهمية الثورة وأهدافها ونتائجها على المجتمع المصري، وتتنوع ما بين المحاضرات واللقاءات التثقيفية والعروض الفنية والأمسيات الثقافية والورش، وغيرها.
وفي هذا الإطار وتلك الفعاليات المشار إليها أصبحت قصور الثقافة المصرية تمتلك العديد من الفعاليات التي تحقق من خلالها ما تستهدفه وزارة الثقافة؛ حيث انتشارها في ربوع الوطن وامتلاكها لمقومات تحقق الغاية لأكثر من 60 فعالية ثقافية وفنية متنوعة بالقاهرة والمحافظات احتفالًا بذكرى هذه المناسبة الوطنية المجيدة، وتقام في الفترة من 23 يوليو حتى نهاية الشهر، وتفاصيل تلكما الفعاليات تم الإعلان عنها بموقعها الرسمي وموقع الوزارة.
إن الاهتمام بفعاليات قصور الثقافة يتأتى من رسالة الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية في العديد من المجالات والتي يأتي في مقدمتها المسرح الذي يهتم بنشر الثقافة المسرحية بين الجماهير والإشراف الفني على النشاط المسرحي بالمحافظات، وفي مجال الموسيقى نرى الاهتمام يكمن في رفع مستوى التذوق بين الجماهير ورعاية المواهب بشتى المحافظات، وفيما يرتبط بالفنون الشعبية والحرف البيئية نجد الاهتمام البالغ بدراسة الفن الشعبي بمدلوله الواسع من أدب ومأثورات شعبية زخرفية وفنون صناعية شعبية وفلكلور شعبي وموسيقى في كل بيئة والإشراف الفني على فرق الفنون الشعبية بالمحافظات.
وتهتم قصور الثقافة بالسينما؛ حيث العمل المتواصل تجاه إعداد الدراسات العلمية والفنية عن السينما ونشر دليل سنوي وكتب ونشرات ومجلات عن الثقافة السينمائية وإقامة المهرجانات والمسابقات وأسابيع الأفلام والإشراف على نوادي السينما بالمحافظات وإنتاج الأفلام التسجيلية وأفلام الأطفال بهدف التثقيف الجماهير، كما أن هناك اهتمام واضح بمجال الفنون التشكيلية، والذي يبدو جليًا في تنشيط حركة الفنون التشكيلية بالمحافظات من خلال المراسم والمعارض والندوات واكتشاف ورعاية الموهوبين، ناهيك عن المكتبات والعمل المتصل بشأن رفع مستوى خدمات المكتبات في مراكز الثقافة ومكتباتها الفرعية وذلك بتزويدها بالكتب وتيسير الاطلاع للجماهير.
ومجالات قصور الثقافة المصرية عديدة؛ حيث يشغل مجال ثقافة الطفل حيزًا كبيرًا، ومن ثم تجرى الدراسات والبحوث الميدانية بصفة مستمرة ودورية حول احتياجات الطفل الثقافية والفنية وتنمية مهاراته الفنية والعلمية واكتشاف مواهبه ورعايتها وتشجيعه على القراءة والبحث وممارسة الفنون المختلفة وتوفير الإمكانيات والكوادر المساعدة على صقلها واستدامتها.
ومجال ثقافة المرأة في القلب حيث العمل على إتاحة فرص التنمية الثقافية والفنية للمرأة، وهناك المساعدات الثقافية التي تقدم دومًا للجمعيات الثقافية مالياً وأدبياً وفنياً؛ بالإضافة إلى مجال ثقافة القرية المعنية بإجراء البحوث الميدانية والمسح الثقافي والتجارب بهدف الوصول إلى أنسب صيغ الخدمات الثقافية التي يجب أن تقدم للقرية المصرية، ومجال ثقافة العمال والمعنية بإجراء الدراسات والبحوث الفنية في مجالات الثقافة العمالية، ناهيك عن مجال التدريب وتبادل الخبرات والتي نراها في الارتقاء بمستوى الأداء للعاملين بالهيئة وعقد دورات تدريبية.
إن قصور الثقافة لها مكانة في القلوب وتأثير ملحوظ على الأرض؛ فمن خلالها تحدث الثقافة الجماهيرية وعبرها يتم تنمية الوعي الصحيح وتنشط الحركة في ربوع وطننا الحبيب؛ فنرصد ابتكارًا في العديد من المجالات التي تمت الإشارة إليها، ونتلمس تواتر أفكار بناءة ونلحظ وجدان راق.
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة – جامعة الأزهر