تبدو ملامح النشاط الثقافي المصري واضحة وتسير بخطى متسارعة؛ لإثراء المشهد الثقافي وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة، ومعالجة جادة لقضايا وإشكاليات الحراك الثقافي في المجتمع والمنطقة؛ حيث يشارك وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو في حفل افتتاح مهرجان جرش في دورته الـ38، بالمملكة الأردنية الهاشمية تحت شعار “ويستمر الوعد”، تضمنا مع أهالي فلسطين وقطاع غزة، كجزء من التزام المهرجان بالقضايا الوطنية والإنسانية ونقل للعالم معاناة الشعب الفلسطيني، بأرقي اللغات لغة الثقافة والفن، وإتاحة الفرصة للتواصل الثقافي والحوار بين مختلف الثقافات والشعوب، وذلك من خلال تنوع الفعاليات الثقافية والفنية، بما في ذلك العروض المسرحية والموسيقية والفنون التشكيلية، واستضافة نخبة من الفنانين والمبدعين من مصر والأردن ودول المنطقة.
ويعد مهرجان جرش واحداً من أبرز الفعاليات الثقافية في الأردن والمنطقة؛ لذلك فهو يلقى اهتماماً وحضوراً كبيرين سنوياً ، وتقدم مصر من خلال فرقها ومبدعيها عدد من الفعاليات، وفي خضم المشاركة في هذا المهرجان الذي كانت مصر في دورته المنصرمة ضيف شرف، استثمر وزير الثقافة تواجده ولقائه مع الدكتورة هيفاء النجار، وزيرة الثقافة بالمملكة الأردنية الهاشمية، من أجل العمل على دعم سُبل تكثيف التعاون في مجالات الآداب والفنون، وأطر دعم ورعاية الحرف التراثية والإبداعية، كما تم بحث إقامة عدد من الفعاليات الثقافية المشتركة، بما في ذلك المهرجانات والمعارض الأدبية والفنية، وورش العمل التدريبية في مختلف المجالات.
ومثل هذه اللقاءات تأتي بالعديد من الثمار التي تعضد العلاقات الدولية وتقوي من نسيج الروابط وتدعم الأواصر بين الشعوب؛ حيث إن ذلك غاية رئيسة تعمل عليها وزارة الثقافة المصرية منذ نشأتها، ويترجمها بشكل إجرائي وزيرها صاحب الدأب والنشاط المستدام، بما يخلق فرص الاستثمار في رحابة التعاون الذي يبرم بين البلدين.
وعلى الصعيد الداخلي تقدم وزارة الثقافة العديد من المبادرات الثقافية التي تخدم أفراد المجتمع بكل أطيافه وفئاته، وذلك لإتاحة الثقافة وتنمية المواهب ومواكبة عصر التكنولوجيا؛ ومنها مبادرة صنايعية مصر والتي تعمل على إحياء الثروة التي تذخر بها البلاد من التراث اللامادي في مجالات الحرف اليدوية المختلفة، وهذا يعد تنمية اقتصادية ذات جدوى تمكن العديد من قطاعات وزارة الثقافة من الإنتاجية؛ فعبر إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر يمكن العمل على تحسين دخل الفرد ورفع الدخل القومي وخلق أسواق جديدة جاذبة للسياحة، بما يمثل صورة جلية للتكامل بين وزارات الدولة.
وفي ضوء حرص وزير الثقافة على تحقيق المستهدف الرئيس من الوزارة وقطاعاتها المختلفة والتي تغطي ربوع الوطن تم التوجيه باستكمال مبادرة كشك كتابك والتي تعمل على توطين المعرفة في القرى التي سيتم تأهيلها، إيمانًا بنشر المعرفة الإنسانية وتعزيز القيم الثقافية الأصلية وبناء الشخصية الوطنية، وتلك المبادرة تساعد في خلق فرص عمل لأبناء هذه القرى، ويفتح المجال نحو الاستثمار في الثقافة، خاصة أن الصناعات الثقافية ومن بينها نشر الكتب وتوزيعها قادرة على منافسة غيرها من الصناعات.
وتوفر أكشاك التوزيع كتب الهيئة العامة المصرية للكتاب ومطبوعات الجهات المعنية بالنشر بوزارة الثقافة، مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة والمركز القومي لثقافة الطفل وكتب مختارة من إصدارات دور النشر الخاصة تشرف على انتقاء عناوينها الهيئة المصرية للكتاب، ويتعاون اتحاد الناشرين في توفير ما يتم اختياره من إصدارات دور النشر ضمانا للمحتوى المعرفي المستهدف والملائم للبيئة الثقافية المحلية.
ونشيد بجولات الدكتور أحمد هنو في المواقع الثقافية منذ توليه؛ بغرض متابعة سير العمل وحل المشكلات وتذليل الصعوبات من جهة أخرى، وهذا النشاط الميداني يؤكد على أن المناصب القيادية تقوم على المتابعة والتوجيه ومطالعة الواقع؛ فمناط المكاتب يقوم على إدارة الأعمال الرسمية الروتينية منها وغير الروتينية، وهو توجه الحكومة المصرية الجديدة وكل من تولى مسئولية في هذا البلد الحبيب.
وفي النهاية نثمن ما أكد عليه وزير الثقافة بأن العمل الثقافي لا يحقق الأهداف المرجوة، إلا من خلال توفير بيئة عمل قائمة على أسس الانضباط والالتزام بالمعايير، والمتابعة الدورية للأداء بالمواقع الثقافية، للتعرف على أهم النقاط الإيجابية لدعمها، والسلبية لتقويمها، بما يكفل تطوير منظومة العمل في صورتها الكاملة، ويساعد في تحقيق مستهدفاتها المرتبطة ببناء الإنسان.
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة _ جامعة الأزهر