كتب عادل البكل
قررت فرنسا الاعتراف بمغربية الصحراء وتقديم الدعم الصريح لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مع إبلاغ السلطات الجزائرية بهذا القرار، ما دفع “قصر المرادية” إلى التعبير عن “غضب شديد”.
وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، جرى تعميمه عشية اليوم الخميس، إن “فرنسا أبلغت السلطات الجزائرية بفحوى هذا القرار في الأيام الأخيرة”.
وعبرت الجزائر، وفق المصدر ذاته، عن غضبها من هذا القرار قائلة إنها تعبر “عن أسفها الكبير واستنكارها الشديد لقرار الحكومة الفرنسية حول الاعتراف بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء في إطار السيادة المغربية”.
حيث تستعد فرنسا لإعلان دعمها لمغربية الصحراء، عبر الاعتراف الرسمي بدعم خطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية، وقد أحاطت الجزائر علما بقرارها.
مباشرة بعد ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا غاضبا عبرت من خلاله عن استنكارها لقرار الحكومة الفرنسية.
يعتبر رد فعل الجزائر، حسب مراقبين، مبالغا فيه، ويتدخل في قرار سيادي من دولة تشغل منصب العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي المناط به بشكل حصري النظر في النزاع حول الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وكانت فرنسا قد مهدت للاعتراف السياسي بمغربية الصحراء، باعتراف اقتصادي، فقد سبق للحكومة الفرنسية أن أعربت عن استعدادها للاستثمار في الصحراء، ودعمها للمشاريع التي أطلقتها المملكة المغربية في أقاليمها الجنوبية.
وقبل فرنسا كان الجزائر قد دخلت في أزمة دبلوماسية مع إسبانيا على خلفية دعمها لمقترح الحكم الذاتي في مارس 2022، وقامت باستدعاء سفيرها من مدريد للتشاور، كما قررت تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” مع مدريد، وكذا تجميد عمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا.
يضاف اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء إلى مواقف دول غربية فاعلة على المستوى الدولي، والتي أيدت مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية على الصحراء المغربية، ويتعلق الأمر بأمريكا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا وهولاندا إضافة لمعظم الدول العربية والإفريقية.
يكتسي الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء أهمية بالغة، إذ تنضاف بذلك إلى الولايات المتحدة العضو الدائم الآخر الذي سبق له الاعتراف بمغربية الصحراء في دجنبر 2020.
من جهة ثانية، والنظر لبيان الخارجية الجزائرية، يتضح أن الجزائر أثبتت أنها طرف أساسي في النزاع، بالرغم من رفضها الدائم للمشاركة في الموائد المستديرة التي يدعو لها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، السيد استيفان ديميستورا.
تفاعلا مع ما سبق، تطرقت وكالة الأنباء الفرنسية ضمن قصاصة لها، اليوم الخميس، إلى تعبير الجزائر عن “استنكار شديد” لموقف الحكومة الفرنسية التي أبلغتها “في الأيام الاخيرة” قرارها الاعتراف بمغربية الصحراء، ودعم مخطط “الحكم الذاتي” تحت سيادة الرباط، حيث أورد المنبر الإعلامي نفسه، ضمن القصاصة الإخبارية عينها، أن مكتب وزير الخارجية الفرنسي رفض التعليق لـ”فرانس برس” على بيان وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، وشددت الوكالة على أنه “سبق لفرنسا أن عبرت عن دعمها الواضح والمستمر لمقترح الحكم الذاتي خلال زيارة وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه للمغرب، في فبراير الماضي، ما ساهم في تحسين العلاقات بين باريس والرباط”.