..مفاجأة هذا العام أن العاصمة الكبرى لمصر تخرج من ترتيب الأوائل لأول مرة فى تاريخ التعليم ، وتحقق بعض الأقاليم ترتيب الأوائل، ويفسر البعض بأن انتشار الغش له دور كبير فى بعض الأقاليم، وفى مدارس ليست من المتفوقين ولا تذكر فى تاريخ التعليم، وانتشر الغش فى الانحاء معلنا عنه حتى بالفيديوهات، بينما استمر الوباء فى نفس مناطق الغش السنوية ليحقق درجات الطب بين الجميع ، لنجد أن المجاميع فى لجان كاملة فوق 91% ليغلقوا كل أبواب الأمل أمام الطلاب المجتهدين، فتجد قرية كاملة أولادها بلا إمكانات يدخلون الكليات الطبية، ولذلك لا تتعجب من أن نتيجة ثانوية العامة هذا العام هى الأعلى فى تاريخ مصر، كما أن المتوسطات العامة فى المجاميع أعلى كثيرا من الأعوام السابقة..وتتحمل الوزارة 90% من انتشار الغش، فالامتحان على طريقة (حادى بادى ) أى أن الطالب لا يبذل أى جهد أو تفاعل مع المادة، حتى إن هناك طلابا تركوا المذاكرة طيلة العام وانتظروا الخروج بوسيلة أخرى، وكثيرون منهم دخلوا الطب فى هذه الفوضى، فضلا عن أن الطلاب قضوا عامين سابقين بالنقل لم يتعلموا إلا قشورا بفنكوش التابلت، الذى أضاع الأولاد ومليارات أموال الشعب الذى يتسول غذاءه، فالطالب مهيأ للضياع حتى امتحان الثانوية، مع قتل مواهبه وتجاهل إمكاناته العلمية والثقافية والاجتماعية فى امتحان أصم لا يطلب فكرا أو إبداعا، والامتحانات تعجيزية لا ينفع معها إلا الغش، أما الطالب الشريف فلا مكان له. لذلك فإن هناك نحو 97 ألف طالب لهم ملاحق بعد أسبوعين، فإذا لم يكن استوعب مادتين فى عام كيف فى أسبوعين، والمعروف أن الملحق للغش فقط لم نسمع عن رسوب من حضر ..هذا لاينفى أن الطلاب الأوائل لابد يستحقون فهناك مواهب مدفونة تخرج فى الثانوية معها توفيق ربنا ودعاء الوالدين ..الخلاصة : أن الامتحانات الحالية تحتم تغيير وسائلها لسهولة الغش، بينما يضيع المجتهدون .. يجب إدخال وسائل جديدة فى تقييم الطلاب، لأننا نخرج أجيالا ضعيفة جدا علميا وأخلاقيا ونهدم بلدنا بسوء نية ..فى عالم شديد التقدم والمنافسة، بما يحتمل هذا التهريج.. وفوق ذلك يجب جعل التربية الوطنية مادة أساسية ليفهم الطلاب قيمة بلادهم … فالمجموع لم يعد المشكلة بقدر أنه مؤشر لمستوى الأخلاق والعلم معا ..يجب على الجامعات أن تواجه مشكلة الغش البشعة باختبارات قبول حتى توفر جهدها مع الرسوب الجماعي أيضا..