كتب عادل ابراهيم
من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالقلق بشأن يومهم الأول في روضة الأطفال. تخيل كيف يمكن أن يكون شعورك عندما تترك فجأة راحة منزلك المألوفة وتجد نفسك في بيئة جديدة حيث كل شيء وكل شخص مختلف.
هناك روتين جديد وتوقعات جديدة، ووالديك ليسوا هناك ليطمئنوك ويجعلونك تشعر بالأمان. لا عجب أن الأيام القليلة الأولى من روضة الأطفال يمكن أن تكون مليئة بالدموع والأعصاب بالنسبة للعديد من الأطفال.
ولكن هناك طرق عديدة يمكن للآباء والمعلمين من خلالها تسهيل دخول الأطفال إلى الروضة والمساعدة في تخفيف تلك المخاوف والقلق في الأيام الأولى لهذه المرحلة.
إليك ما يجب أن تعرفه عن مساعدة طفلك في رياض الأطفال للتعامل مع القلق المدرسي:
التقليل من أهمية ورهبة الحدث
إن رفع التوقعات وتسليط الضوء على اليوم الأول من الروضة باعتباره حدثًا كبيرًا قد يؤدي في الغالب إلى نتائج عكسية و قد يجعل طفلك أكثر توترًا مما هو عليه بالفعل.
بدلاً من ذلك، حاول مقارنة روضة الأطفال بشيء مألوف لديه بالفعل، مثل الحضانة، أو مرحلة ما قبل المدرسة، أو حتى وقت القصص في المكتبة. اشرح له أن روضة الأطفال ستكون المكان الذي سيكتسب فيه أصدقاء ويقضي
وقتًا ممتعًا، تمامًا كما فعل من قبل مع مجموعات من الأطفال في الحديقة أو أماكن الألعاب.
نصيحة
بالرغم من أن اليوم الأول لطفلك في الروضة قد يكون مغريًأ لتوثيقه عبر التقاط الصور والفيديوهات، إلا أنه من
الأفضل أن تضع هاتفك جانبًا وأن تكون حاضرًا بشكل كامل.
ربط المدرسة بالمنزل
تقوم بعض المدارس بتنظيم لقاء للمعلمين مع الطلاب قبل بدء المدرسة. تحدث مع مدرسة طفلك حول ترتيب زيارة قبل اليوم الأول من روضة الأطفال. وقد يطلب بعض المعلمين أيضًا من الآباء إرسال صورة عائلية لوضعها في الفصل الدراسي لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الارتباط بحياتهم المنزلية أثناء وجودهم في المدرسة.
نصيحة
اطلب من معلم طفلك الحصول على نسخة من جدول الأنشطة اليومية قبل بدء المدرسة حتى تتمكن من التحدث مع طفلك عن يومه في المدرسة والمساعدة في ربط المدرسة بالمنزل.
اقرأوا كتابًا معًا حول بدء الدراسة
إن قراءة كتب العودة إلى المدرسة التي تحكي عن أطفال الآخرين لديهم نفس المخاوف والقلق بشأن بدء المدرسة قد يكون مريحًا للأطفال الذين يعانون من نفس المشاعر.
يمكنك أيضًا الاستفادة من المنصات التعليمية التفاعلية مثل مدرسة نوفاكيد لتعليم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت للأطفال، والتي يمكن أن تساعد في بناء ثقة طفلك في التواصل والتعلم، مما يسهل انتقاله إلى بيئة المدرسة.
حاول التقليل من قلقك
كما هو من الطبيعي تمامًا أن يشعر طفلك ببعض القلق خلال الأيام الأولى من روضة الأطفال، فمن الطبيعي تمامًا أن تشعرأنت أيضًا بالقلق. ومن المتوقع أيضًا أن تشعر ببعض الإحباط عندما ترى أطفالًا آخرين يلعبون بسعادة بينما لا يزال طفلك متمسكًا بساقيك بكل قوته.
ولكن الشيء الأكثر أهمية الذي يجب عليك أن تتذكره: هو أن طفلك سوف يتكيف مع فصله الدراسي الجديد في نهاية المطاف. قد يستغرق الأمرمن بعض الأطفال وقتًا أطول من غيرهم، ولكن الحقيقة هي أن هذا سيحدث، خاصة إذا استقبلت هذه المرحلة بالتفهم والصبر ووجهت تركيزك على الهدف الأهم وهو تنشئة طفل سعيد يحب الذهاب إلى المدرسة ورؤية أصدقائه.
لا تبقى لفترة طويلة
طمئن طفلك بأنك ستعود واحرص على أن يكون وداعك قصيرًا ولطيفًا. إن التأخر لن يؤدي إلا إلى جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لطفلك أن يراك ترحل، وسوف يبكي بصوت أعلى في المرة القادمة لأنه تعلم أن هذه طريقة فعالة لإقناعك بالبقاء. قد يكون الأمر مؤلمًا بالنسبة لك أن تبتعد عن طفلك بينما يبكي، ولكن من المحتمل أنه سيلعب بسعادة بعد فترة وجيزة من خروجك عن الأنظار. ولكن لا تتسلل للخارج لأن هذا قد يزعزع ثقة طفلك وقد يؤدي إلى تفاقم مشكلة قلق الانفصال.
حدد مخاوف طفلك
ما الذي يخاف منه بالضبط؟ تحدث مع طفلك واكتشف ما الذي يقلقه. هل هو قلق من عدم عودتك؟ هل هو خائف من أن يتصرف أحدهم بشكل سيئ معه؟ أم أنه لن يعرف مكان الحمام أو أنه لن يعرف ما الذي ينبغي عليهم فعله؟
نصيحة
بمجرد تحديد مخاوف طفلك الخاصة، ستتمكن من معالجتها بشكل أفضل والعمل مع طفلك ومعلمه لإيجاد طريقة للتعامل معها.
ثق في المعلمين
لن يكون طفلك هو الوحيد في الفصل الدراسي الذي يعاني من قلق الانفصال، ولن يكون أيضًا أول شخص يتعين على المعلمين مواساته بعد رحيل أحد والديه أو مقدم الرعاية. تأكد بأن المعلمون ذوو الخبرة جاهزين لمساعدة طفلك للتكيف مع محيطه الجديد بعدة طرق مثل الروتين الصباحي والأغاني والألعاب والأنشطة الممتعة الأخرى.
أرسل مع طفلك أحد الأشياء المفضلة التي تبعث على الراحة
إذا كان لدى طفلك لعبة مفضلة، اسأل معلم طفلك إذا كان بإمكانك إرسالها معه. لدى معظم المدارس سياسة تسمح للأطفال بإحضار مثل هذه الأشياء إلى المدرسة ولكنها تقتصر على الاحتفاظ بها داخل الخزائن أو حقائب الظهر وتسمح للأطفال بإخراجها فقط خلال وقت الراحة. في كثير من الحالات، مجرد وجود شيء مريح مفضل بالقرب من الطفل يمكن أن يمنحه شعوراً بالأمان.
لا تضع حدًا زمنيًا للمدة التي يجب أن يستغرقها الأمر
بالنسبة لبعض الأطفال، قد لا يستمر قلق اليوم الأول من الروضة لأكثر من بضعة أيام . بالنسبة للآخرين، قد تستمر الدموع والمخاوف المدرسية لأسابيع. وكما أن لكل طفل مجموعة من التجارب الخاصة به وشخصيته الخاصة، فإن الوقت الذي يستغرقه الطفل للتكيف مع المدرسة يختلف من طفل إلى آخر.
في النهاية وبدون أن تشعر بالأمر سترى طفلك المتردد يتطلع للذهاب لمدرسته حتى يتمكن من رؤية أصدقائه والمشاركة في الأنشطة والألعاب في الفصل الدراسي. وسواء استمر قلق طفلك في روضة الأطفال لبضعة أيام أو بضعة أشهر،كن واثقًا بأنها مرحلة لابد أن يمر بها طفلك أثناء نموه وتطوره إلى تلميذ في المدرسة الابتدائية واثق من نفسه.