أي مصادفة تلك التي جمعت بين زفاف ولدي الوزير الحالي والمرشح السابق للوزارة،في ذات اليوم ،ونفس النادي العريق ،والدخول إليهما من البوابة الكبيرة حيث وقف مدير النادي ليستقبل المدعوين ويرشدهم لموقع قاعة فرح ابن الوزير ، المدعوون كثر،والمجاملون كثر ،من ذوي المناصب الكبيرة ، ورجال الأعمال،والفنانين الحاضرين تطوعا ومجانا لإحياء حفل العرس ،مما اضطر الوزير للاستعانة بموظفي مكتبه وقد بادروه بالتوع لمتابعة كل التفاصيل والتنسيق حتى يخرج الفرح على مايرام ،وكان هناك زحام شديد من عمال توصيل بوكيهات الزهور الضخمة كثيرة العدد لتوصيل الزهور وتسليمها للمسؤولين عن فرح ابن الوزير ،أما في قاعة الأخرى كانت الاستعدادات هادئة ،لتيقن صاحبنا بأن عدد المعازيم قليل ومحدود ،فليس في موقع يبرر مجاملته ،فليس لديه ولايملك مايرد به على مجاملاتهم وهداياهم من خدمات ، ولذلك لم يسع لتغيير موعد فرح ابنه ، وكان معظم المدعوين من أقارب العروسين ،قبيل موعد وصول كلا من العروسين للنادي حدثت مفاجأة تغيير وزاري محدود ،وتم تعيين المرشح وزيرا ،وخرج الوزير من الوزارة، انتشر الخبر بسرعة البرق ،حدث هرج ومرج عجيب بين المدعوين والمجاملين ومدير النادي ،وعاد عمال توصيل الزهور على استيحاء وفي هدوء ليسحبوا البوكيهات ليسلمونها في القاعة الأخرى ، ومعهم مدير النادي،و موظفو مكتب الوزير المشرفون على الفرح ،ازدحمت السيارات وقوافل المدعوين والفنانين في سباق محموم لفرح ابن الوزير الجديد الذي امتد للفجر ،اكتظ بالحضور اللاهثين وراء مصالحهم ، مما اضطر مدير النادي لسحب الكراسي من قاعة ابن الوزير السابق ،الذي انتهي سريعا جدا بزفاف العروسين ، وسط افراد عائلتي العروسين ، واختفاء المدعوين فلقد انتهي سريعا ، إذ كان حاله كنتيجة الثانوية العامة قديما لبعض المدارس الخائبة ،لم يحضر أحد.