وأما دراسة التاريخ الحقة فتعني التذكرة والعبرة، وهما يجليان أدق القصص في أجل ومضة، دراسة تبتعث من فعل الأمر، بالإيماء والعروج إلى النص القرآني [ فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ] الأعراف 176
وثُلث القرآن الكريم جاء في نسقٍ قصصي مُنمق، في دلالات خطابية بلاغية تحمل صيغ الأفعال الثلاثة [ الأمر، الماضي، المضارع ] ..
نقل الزمن الماضي بدقيق أحداثه، إلى الزمن الراهن، بإحدى صيغتين [ الأمر والمضارع ] ..
الأمر بالسرد لأخذ العبرة، والتأمل بمضارعة ما يُستتبع من خلاصة الأحداث لتوكيد ذات العبرة….
ويعبأ المؤرخون بالشفافية في سرد ما يتلقفوه نقلاً أو مشافهة…. وحبذا أن يكون المؤرخ حُجة، إذا ما تدثر وتوشح بغطاء شرعي قشيب، كالإمام الذهبي مؤرخ الإسلام ودوحته سير أعلام النبلاء، والحافظ ابن كثير ورائعته البداية والنهاية، وابن الأثير، وابن إسحاق، وابن خلكان، والطبري، والمقريزي، وابن تغري، وابن عساكر،،،
التاريخ هو مرآة الماضي، وعنوان الحاضر، وإرهاصات المستقبل….
ويؤمن غير المسلمين كذلك بجدوى علم التاريخ، فينسج أوسكار وايلد عبارة تجري في فلك التاريخ ، تزكيةً لدراسة علم التاريخ [ أي رجل يصنع التاريخ، لكن رجلاً واحداً هو الذي يكتبه ***