أخذت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على عاتقها رسالة سامية تمثلت في العديد من الأدوار الوطنية، ونرصد إحداها عبر ما يحدث من ملحمة فنية بمدينة العلمين الجديدة؛ حيث هذا الحدث الذي أسقط الأضواء من كل حدب وصوب على المخرجات الفنية المصرية الراقية المعني والأداء؛ فقد أظهر مهرجان العلمين بواسطة جهود المتحدة ملامح التنمية العمرانية التي أبهرت قاصديها من داخل القطر المصري وخارجه.
ومدينة العلمين الجديدة أضحت قبلة الفن والاستثمار في آن واحد؛ فموقعها المتفرد على الساحل الشمالي المصري، وما تمتاز به من معالم ومناظر طبيعية وشواطئ ساحرة ورمال ذهبية يعطيها مقومات التنافسية ويحقق لها الريادة؛ فقد ساهمت المتحدة في نقلها لعيون العالم بأسره؛لما تزخر به المدينة من معالم سياسية ومنتجعات وفنادق صممت وفق الطراز العالمي الذي شمل عوامل الجذب الترفيهي والمعيشي والخدمي.
وعبقرية إنشاء تلك المدينة المبهرة فتح لنا نحن المصريين بوابة جديدة للنهضة المعمارية والتنمية السياحية، كما هيء الطريق نحو مستقبل الصناعات الذي يعد قاطرة النمو الحقيقي في بلادنا المليئة بالخيرات والمقدرات والثروات المادية والبشرية على حد سواء؛ فهناك مناخ مواتي في صورته الطبيعية والإدارية، يجعل العمل والتواجد على أرض تلك المدينة على مدار العام؛ فقد تغيرت الفكرة عن استغلال الساحل الشمالي في فترة الصيف في شهوره الأربعة، وصار إمكانية التوظيف على مدار العام بفصوله المختلفة.
واستخدام المتحدة للقوى الناعمة كان له الأثر الكبير خلال هذا المهرجان في دورته الثانية؛ حيث استقطبت ألوان الفنون وعروضها الثقافية والترفيهية والرياضية وإبداعاتها أطيافًا من السائحين في الخارج والداخل ومن مختلف جنسيات العالم عبر مشاهدات حية لوقائع الأحداث بصفة لحظية عبر البث المباشر، كما حرصت المتحدة على تنويع الفعاليات، بل قدمت عروضًا واستعراضات للعديد من النجوم الفنية أصحاب الفن الراقي والفكر المستنير.
وتواصلت جهود المتحدة على أرض العلمين فقدمت العديد من ألوان الرياضة ومتلون المسابقات في صورتها التقليدية والرقمية، مما ساهم في جذب فئة الشباب الذي يمتلك الطاقة والحيوية والمقدرة على المشاركة والمتابعة، وشمل المهرجان في طياته صورة مبهرة ساهمت في دعم السياحة في المدينة متجددة الحياة من خلال عرض الطهاة لانتقاء أفضلهم، وهذه الأفكار المبتكرة دلالتها كامنة في حب الوطن وبذل الجهود المضنية من أجل رفعة شأنه ورفع رايته عالية خفاقة في شتى الميادين وعبر كافة الفعاليات وصورها المختلفة.
وهذا يجعلنا دون مواربة أن نقدم الشكر للمتحدة على ما بذلته وما تقوم به على مدار الساعة من جهود متواصلة كي تجعل مدينة العلمين مليئة بالحياة الجديدة وزاخرة بالطاقات والعطاءات المتجددة؛ فقد رصدنا صورة الاستغلال الأمثل لمدينة العلمين، بما أكد للعالم أن مصر آمنة، وأن لديها قوة ناعمة قادرة على تشكيل الوعي في صورته الصحيحة، وأن مناخ الاستثمار صار متوافر لمن يطلبه أو يسعى إليه.
ونثمن جهودالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في عمليات التنظيم التي لم يتمخض عنها بفضل الله تعالى أي صورة من الخلل، سواءً تمثل في زحام أو ارتباك للمشهد أو تقصير في الترتيبات أو ضعف في أداء الخدامات؛ فقد شهد كل من وطأت قدمه أرض العلمين الجديدة مدى دقة التنظيم القائم على تخطيط مسبق، بداية من الاستقبال حتى مغادرة المكان، وهذا ما أشعر الجميع بالطمأنينة وجعل العودة قائمة للمدينة المتجددة الحياة مرارًا وتكرارًا.
لقد حولت المتحدة بجهود حثيثة المهرجان في دورته الثانية من صيغته المحلية إلى صيغة دولية تدعو للفخر والاعتزاز بوطننا الحبيب، وما به من مقدرات ثمينة؛ فقد خلقت مناخًا ليس فقط داعم للسياحة والترفيه؛ لكنه غارس للقيم ومعضد لماهية الحضارة، ومعزز لأركان الثقافة وعمقها، ومشجع للاستثمار، ومحرك لعجلة الاقتصاد الوطني، ناهيك عن صقل للخبرات بتنوعاتها المعلومة.
عندما نقول شكرًا للمتحدة بشأن مهرجان العلمين الجديدة؛ فإن هذا يعني أنها استطاعت أن تحولها من فكرة أنها كانت مدينة ملغمة إلى واقع يؤكد أنها لؤلؤة تمتلكها الجمهورية الجديدة ودرة للساحل الشمالي، ونموذجًا يقتدى به في تدشين مدن مماثلة تحقق الغاية منها والتي تتمثل في الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني بكافة الصور والممارسات على أرضينا وفي شتى ربوعها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة – جامعة الأزهر