نناقش اليوم فى برلمان الغلابه والمساكين قضية خطيرة تتعلق بالسلوك الاجتماعى وعادات المصريين فيما يسموة المواسم بمعنى تقديم الماكولات او الهدايا او الاموال للبنت المتزوجة
والمواسم منها مرحلتين للاسف المرحلة الاولى مرحلة الخطوبة ثم المرحلة الثانية مرحلة ما بعد الزواج وفى كلاهما الرجل هو الضحية فيظل فى الاولى الخطيب يحضر الهدايا لخطيبته واهلها ايضا وخاصة لامهالينال القبول والرضا فى كل المواسم رمضان وعاشوراء وشم النسيم والاعياد واعياد الميلاد وعيد الام وقد يصل الامر الى عيد الربيع الصينى والكارثة فى الجديد اللى سموة فلانتين وهكذا تقضى المرحلة الاولى على الخطيب ويتكبد اموال قد يحتاجها فى تجهيز عش الزوجية ولكنها عادتنا وتقاليدنا المتحجرة
ثم ينتقل الحال بعد الزواج فيصبح الاب او ام الزوجة ملزما بتقديم الهدايا او الماكولات او الاموال الى بنته التى زوجها وقد تكون واحدة او اكثر وكانه يرد ما حصل عليه فى فترة خطوبة البنات ولكن اضعاف مضاعفة ازاى ومنين مش مهم المهم الموسم
وللاسف وخاصة فى هذه الايام التى نعيش فيها وسط ظروف صعبة ومرهقة ومازلنا نتمسك بهذه العادات التى تخرب البيوت ويستدين فيها الاب او الام او حتى يعمل قروض حتى يرسل مواسم لبناتة وكانها امر واجب ومفروض غير قابل للتخفيف او حتى الالغاء وممكن يتحول بسببها الاب او الام الى غارم او غارمة للاسف ممكن فى المدن والتحضر الان قد انتهت هذه العادة ولكنها زادت انتشارا وتباهى وافتخار فى الريف المصرى واصبحت عادة تتباهى بها البنت فى بيت زوجها وتعاير سلفتها بما جاء لها والحماة تجلس فى وسط الدار تشاهد الاتى فى المواسم تضحك احيانا وتمصمص الشفايف احيانا اخرى حسب رضاها على نوعية الموسم القادم لزوجة ابنها وياريت بيكون عاجب
قد يكون المواسم من باب التطوع وليس الاجبار وكل واحد على قدة يعنى نقلل من الندر ونوفى ولا يكلف الله نفسا الا وسعها فلماذا نستلف او نقترض لاحياء ظاهرة اجتماعية غير مفروضة فى القران او السنه او فعلها رسول الله صل الله عليه وسلم او فعلها احد الصحابة رضوان الله عليهم لماذا نشق على انفسنا ونتكلف ما لانطيق ونتعرض لعواقب شديدة ونتائج غير مرضية من تحت راس المواسم
قد يقول البعض انها جبر خاطر فهى ليست كذلك عندنا نحن الفقراء اذا استطعت فافعل وان لم تستطع فجبر الخاطر بكلمة او بزيارة اطمئنان ياسيدى بزيارة فاكهة فى ايدك بدلا ما تكلف الموسم الف او اكثر للفشخرة والتباهى والافتخار وانت مديون ونازل الروبه
هل ممكن ان نغير من عادتنا او سلوكنا فى هذه العادات السيئة المرهقة ماديا فى ظل حياة اقتصادية صعبة وشاقة ونعيش عيشة اهلنا ونمشى على قدنا بدل من الشكوى وان نتحمل بعضنا سواء فى فترة الخطوبة او بعد الزواج ونقول بلاها مواسم وخراب بيوت وخلينا فى المهم
مش كده ولا ايه