كل لحظة عذاب تحمل وعدا بالأمل:
نجاة، أختي التي جاءت إلى هذا العالم مساء يوم الخميس 20 فبراير 1958م في مدينة الفقيه بنصالح بالمغرب، لم تكن مجرد فرد في أسرتي، بل كانت رمزاً حياً للتحدي والصمود. ولدت نجاة في أجواء أسرية لم تكن خالية من الصعوبات، حيث تجمع والديها في علاقة شرعية تمثل الأساس الذي انبثقت منه هذه الشخصية القوية.
منذ نعومة أظافرها، بدأت نجاة رحلة ملحمية مليئة بالصعوبات والألم، وهو ما جعل حياتها تتجاوز حدود القصة الشخصية إلى سيرة ملهمة، كما قال الكاتب الفرنسي أنطوان إكزوبيري: “العيش ليس مجرد التنفس، بل هو القدرة على الإحساس والقدرة على تحمل الألم”. لقد كانت تجسيداً حياً لهذه الفلسفة. حيث بدأت حياتها بحب وعناية، ولكن سرعان ما تحول مسارها إلى درب مليء بالتحديات المروعة التي لا تُصدق.
لقد واجهت نجاة الأمراض الجسدية والنفسية بشجاعة لا تتزعزع. كل مرحلة من حياتها كانت مليئة بالاختبارات التي لا تُحتمَل. لكنها لم تستسلم؛ بل واجهت كل عقبة بعزمٍ قل نظيره، قائلة بوضوح أن الإرادة الإنسانية يمكنها أن تتجاوز أقسى المحن، كما قالت الكاتبة الأمريكية هيلين كيلر: “لا يمكن للمرء أن يكتشف المحيطات إذا لم يكن لديه الشجاعة أن يغادر الساحل”. نجاة، بفضل قوتها الداخلية، أبحرت عبر عوالم الألم والمصاعب التي لم يجرؤ الكثيرون على مواجهتها.
تعددت تجارب أختي نجاة مع المعاناة والمرض، حيث كانت دائمًا في صراع مع التحديات التي فرضتها عليها الحياة. لقد عاشت في ظل القسوة واللامبالاة، وتعرضت لانتكاسات متتالية جعلت حياتها سلسلة من المعارك المستمرة. ومع ذلك، فقد أظهرت قدرة هائلة على التأقلم والتكيف مع كل ما واجهته، مما جعلها نموذجاً يحتذى به في مواجهة التحديات.
في رواية مأساة أختي نجاة، تجدون سرداً مفصلاً لهذه التجارب القاسية، حيث سأكشف لكم بكل دقة تفاصيل معاناتها وآلامها، وكيف أثبتت أنها استطاعت تحويل المعاناة إلى مصدر للقوة والإلهام. ستكون هذه القصة تجسيداً حيًّا للمثابرة والإصرار، مثالاً عن كيفية التعامل مع الصعوبات بثبات وشجاعة، كما قال الزعيم السياسي الإفريقي نيلسون مانديلا: “أعظم مجد في الحياة ليس في عدم السقوط، بل في النهوض بعد كل سقوط”.
أختي نجاة، بشجاعتها الفائقة، أعطتنا درساً حياً في كيفية النهوض بعد كل انتكاسة، وكيفية تحويل الألم إلى قوة. سأسرد لكم قصتها من البداية إلى النهاية، لتكون عبرة ومصدر إلهام لكل من يسعى ليتخطى تحديات الحياة، مهما كانت صعبة.