عندما تناولت ماحدث فى “طابور” السعيدية العسكرية ورأيت أنها ليست عسكرية سوى بالاسم فقط، مع إرباك العملية التعليمية، بدءا من طابور الصباح الذى يجب أن يكون عنوانا للتربية والثقافة والمواهب، جاءتنى رسائل تؤكد أن المدارس العسكرية لا يتم فيها أى تدريبات مرتبطة بالمسمى.. وعن تجربة شخصية لصديق فى مدرسة المعادي الثانوية العسكرية، والتى تم تغيير اسمها وكافة أنشطتها من المدرسة “الثانوية النموذجية بالمعادى” إلى المسمى الجديد العسكرى. وكانت نتيجة هذا المسمى، إهمال كافة الأنشطة المميزة للجوانب التربوية والثقافية المهمة لبناء شخصية الطالب، مثل جماعات العلوم، والمسرح، وهواة التصوير الفوتوغرافي، والزراعة، والتدبير المنزلي، والإلقاء والخطابة والشعر، والصحافة، والإذاعة المدرسية، وحياة تفاعلية اجتماعية كاملة لبناء شخصية الطالب كلها ضاعت.. يجب ألا تطغى التربية العسكرية على دور المدرسة التعليمى التربوى للأجيال، وليس المشية العسكرية و”صفا وإنتباه” فقط. *** وفكرة المدرسة العسكرية من حيث المبدأ جيدة جدا بما لا يخل بأنشطة وأهداف التعليم، والأفضل تخصيص يوم دراسى لها يحتوى كل معطيات العسكرية الحقيقية والتوعية ودراسة المعارك، ذلك لأن مصر لابد تصطدم بأطماع الغرب الذى جعل إسرائيل مستعمرة عسكرية لتدمير المنطقة، ولا يغفل عنا أنها ليست دولة فهى جريمة تاريخية، لذلك تقصف الأطفال بالصواريخ المتقدمة عالميا دون تأنيب ضمير، وهذا ما ستذوقه مصر عاجلا أو آجلا، هل ننسى فى الماضى القريب عندما جاءت 51 قطعة حربية وحاملات طائرات من 11دولة أوربية وأمريكا لحماية ومساعدة إسرائيل فى أثناء هجومها على غزة الضعيفة، وتطوع الآلاف من جنود الغرب والأمريكيين، لقتال أبناء غزة وقتل منهم الكثير، هل ننسى قرار الكونجرس الأمريكى بتقسيم مصر إلى 4 دول، وهذه دول لاتلعب فلا مكان للعواطف والصداقة والعناوين الفارغة، فإن إسرائيل قاعدة عسكرية مقصودة، لذلك نحن مطالبون بالنهضة بالحياة العسكرية وتفرغ الجيش تماما لمهمة خطيرة لحماية مصر وشعبها، فالحرب قادمة لا محالة، لذلك لابد من تطوير مناهج المدارس العسكرية فى التدريب والثقافة العسكرية وفى محاضرات مركزة، وأن نعطيها اهتماما بالغا والاستعانة بمحاضرات أفضل الخبراء العسكريين خاصة من خاضوا الحروب السابقة، ياسادة المدارس العسكرية عليها دور خطير لإنشاء جيل قوى محارب وباحث وعالم، والمهم جعل التربية الدينية والوطنية ضمن المجموع، وهما أهم من جميع المواد لأنهما حصن المواطن والوطن. الله يحمى أرض الكنانة بأبنائها المخلصين..