هو “السيد” الذى ليس بينه وبين القلوب “حجاب”, ملك فن الاقتحام, معلم السهل الممتنع, محترف الهجوم المباشر وغير المباشر, ليس من الشائع أن يكون الشاعر فى بلادنا نجما, فالكلمة فى بلادنا مهمة , لكنها لاتصنع نجما, إلا أن سيد حجاب اخترق الإطار وسطر إسمه بحروف ملونة ومبهجة وباعثة على الأمل تارة, وقاسية وصادمة ومحرضة على التمرد تارات.
أقف اليوم على بوابة حلوانى الكلمات, وأقرأ شعره الذى هو ماله وبنوه, شهده ودموعه, ليالى حلميته وحلمه الجنوبى , سيد المعانى وحجاب الإبداع, الشاعر سيد حجاب.
كان الراحل الكبيرسيد حجاب (23 سبتمبر1940-25 يناير2017) مقلا فى كتابة الشعر, لكنه كان مجربا عظيما, منذ أن كتب ديوانه الأول” صياد وجنية”, ثم توالت بعدها دواوينه:” فى العتمة”, و”أصوات” و” نص الطريق”, فقد اختطفته ثقافة الصورة, حيث كتب تترات أهم الأعمال الدرامية, وأهم الأغنيات فى الأفلام, وكان رائدا فى هذا الاتجاه, عن طريقه عرفنا كيف تكون المقدمة الغنائية مدخلا للعمل الدرامى ليصل إلى الجميع.
هذا الشاعر- الذى جاءت أولى قصائده مرثية بالفصحى عن صبى مات أثناء إحدى المظاهرات, ملأ حياتنا بابهجة والفرحة, فقد مر من بوابة شاعر عظيم آخر هو صلاح جاهين, الذى كان يقدم بابا شهيرا فى مجلة ” صباح الخير” باسم ” شاعر جديد يعجبنى”, حاول حجاب قرب نهاية التسعينيات من القرن الماضى أن يعيد التجربة ذاتها, حين اختار هذا العنوان ليقدم به شعراء واعدين فى صحيفة”القاهرة”.
لقد صدق حجاب وعد جاهين الذى نشر له أولى قصائده مصحوبة بمقدمة يقول فيها ضمن ماقال: “إسمه سيد حجاب تذكروا جيدا هذا الاسم, فسوف يكون له شأن فى حياتنا المقبلة”.!
غادر سيد حجاب شاعر العامية المصرية الكبير حياتنا بعد صراع مع القبح, انتصرعليه بالكلمة الحلوة, المقروءة والمسموعة, لكن داء خبيثا داهم الرئة استوطنها حتى أجهز على روح الشاعر الذى كان يخطط لمشروعات ثقافية كبرى وقصائد تشبهه فى سنوات مابعد السبعين, فلاتزال فى أدراجه قصيدة بعنوان”تاتا خطى السبعين” وضع فيها تجربته الإنسانية والشعرية على نحو يعكس التطورات التى جرت فى القرن العشرين , قصيدة عمرها سبع سنوات بدأ حجاب فى كتابتها وهو على مشارف السبعين, وكرس فيها لقيم الحق والخير والجمال التى ظل يؤمن بها طوال عمره.
كان سيد حجاب يتمتع بوعى جمالى كبير, أنقذ قصيدته من أن تغرق فى المباشرة والتقريرية حتى أن ذلك دفع الشاعر”حميدة عبدالله” لأن يصدر كتابا عنه بعنوان” سقوط الآلهة قراءة فى الوعى الجمالى عند سيد حجاب” كانت القصيدة محرابا للجمال والتجديد والتجريب والنحت اللغوى, ويمكننا أن نستعيد مقدمات الأفعال الغنائية التى كتبها حتى نقف على عمله اللغوى المبتكر فيها, كان مختلفا عن الأبنودى كثيرا فى كتابة الأغنية ومقدمة العمل الدرامى, كان الأبنودى يتعامل مع هذا المجال باعتباره”أكل عيش” لكن سيد حجاب كان يكتب صوته هو وما يؤمن به, وعلى الجميع أن يرقى إليه, وعلى سبيل المثال علينا أن نتذكر “ليالى الحلمية”, و”الأيام”, وأغانى فيلمى”الأراجوز”, و”الكيت كات”.
دفع حجاب مبكرا ثمن انخراطه فى العمل السياسى , إذ أعتقل لأشهر بعد هزيمة 5 يونيو1967, وبعدها غادر الى سويسرا, ومنها إلى فرنسا, ليمكث بها ثلاث سنوات, كان ذلك فى أعقاب ثورة الطلبة فى 8 مايو 1968 فى فرنسا,وكان مندمجا فى الحياة السياسية الأوروبية إلى حد ما, لذا كانت أحداث يناير ومن بعدها 30 يونيو شيئا غير مسبوق فى تاريخ الإنسانية على حد تعبيره, فبجانب المطالب السياسية كانت هناك ثورة ثقافية ظهرت فى ميادين التحرير, وفجرت طاقة الشعب المصرى الإبداعية فى اللافتات, ورسم الوجوه, والجرافيتى, والمسرح الحر, كما أن الشعراء الذين اعتلوا المنصة كانوا إشارة إلى ميلاد ثورة ثقافية.
أصدرت الهيئة القومية للبريد فى 27 سبتمبر 1999 طابعا تذكاريا بمناسبة مرور عام على اكتشاف حجر رشيد وهو من حجر البازلت يحمل نصا مكتوبا بثلاث لغات هى : الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية, وكتب عليه عبارة شكرا للكهنة وللملك بطليموس على عطاياه التى قدمها للمعابد.عثر عليه جنود نابليون عام 1799 بالقرب من قلعة سان جوليات قرب مدينة رشيد, واستولت عليه بريطانيا وهو موجود حاليا فى المتحف البريطانى, وكان العثور عليه إيذانا بفك رموز اللغة الهيروغليفية بمساعدة اللغة اليونانية وقتئذ وقد فك رموزه العالم الفرنسى شامبليون ورسم الطابع يمثل صورة لحجر رشيد وصورة للعالم الفرنسى شامبليون.
السلطان حسن البلقيه سلطان بروناى أصبح الآن صاحب أطول فترة حكم بعد رحيل الملكة إليزابيث يوم الخميس 8سبتمبر 2022 عن عمر 96 عاما, حيث احتفل فى عام 2017 بقضاء 50 عاما على عرش بروناى, فقد جلس السلطان حسن على عرش بروناى فى أكتوبر 1967 خلفا لأبيه السلطان عمر على سيف الدين الثالث, ليصبح الحاكم التاسع والعشرين لبروناى, وبلغت فترة سنوات اعتلائه العرش حتى الآن 57 عاما, ويشغل السلطان حسن(78 عاما) منصب رئيس وزراء بروناى ومنصب وزير الخارجية منذ أن استقلت بروناى عن المملكة البريطانية المتحدة فى عام 1984, وإذا استعرضنا قائمة الملوك الذين يتمتعون بأطول فترة حكم بعد سلطان بروناى, نجد أن الملكة مارجريت الثانية ملكة الدنمارك تحل فى المرتبة الثانية, حيث قضت 50 عاما و238 يوما على عرش الدنمارك, كما حل فى المرتبة الرابعة كارالسادس عشر جوستاف الذى قضى 48 عاما ملكا للسويد.
فى 25 سبتمبر 1962 أعلن قيام الجمهورية الجزائرية بعد انتهاء حرب الإبادة التى قامت بها القوات الفرنسية ضد أبناء الشعب الجزائرى, واستشهد فيها أكثر من مليون شخص, وذلك بعد توقيع اتفاقية “إيفان” بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وفرنسا, والتى منحت الاستقلال للجزائر,وكانت هذه هى آخر مهمة للحكومة المؤقتة, حيث سلمت السلطة بعدها مباشرة فى 29 سبتمبر 1962.