الاخبارية – وكالات
قال مصدر أمني لبناني إن إسرائيل نفذت للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس بشمال لبنان في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، وذلك بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا ومحاولات أخرى من القوات الإسرائيلية للتوغل بريا في جنوب لبنان.
وأضاف المصدر لرويترز أن مسؤولا في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وزوجته وطفليه قتلوا في الغارة على مخيم للاجئين الفلسطينيين في طرابلس. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن الغارة قتلت قياديا في الجناح العسكري للحركة.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على الضربة الجوية على طرابلس، وهي مدينة ساحلية يقطنها غالبية من المسلمين السنة.
وسَّعت إسرائيل بشكل حاد من نطاق ضرباتها على لبنان في الأسابيع الماضية بعد قرابة عام من بدء تبادل إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران. وكان القتال مقتصرا في الغالب على منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بالتوازي مع الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ عام في غزة ضد حماس.
وتنفذ إسرائيل قصفا ليليا على الضاحية الجنوبية لبيروت التي كانت ذات يوم مكتظة بالسكان، وهي معقل لحزب الله. وأصدر متحدث عسكري ليلة الجمعة ثلاثة تحذيرات للسكان هناك للإخلاء، ثم سمع شهود من رويترز دوي انفجار واحد على الأقل.
وقالت إسرائيل يوم الجمعة إنها استهدفت مقر مخابرات حزب الله في الضاحية الجنوبية وإنها تعمل على تقييم الأضرار بعد سلسلة من الضربات التي استهدفت قياديين في الجماعة.
وقتلت إسرائيل عددا كبيرا من القياديين في حزب الله، وعلى رأسهم الأمين العام للجماعة حسن نصر الله الذي اغتالته في ضربة جوية في 27 سبتمبر أيلول.
وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 2000 شخص قتلوا في البلاد خلال العام الماضي، معظمهم خلال الأسبوعين الماضيين. كما زادت الضربات على الفرق والمرافق الطبية، بما في ذلك الصليب الأحمر اللبناني والمستشفيات العامة اللبنانية وعمال الإنقاذ من حزب الله.
وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 1.2 مليون لبناني أجبروا على النزوح، وتقول الأمم المتحدة إن معظم مراكز الإيواء في البلاد أصبحت مكتظة بالنازحين.
وتوجه كثيرون شمالا إلى طرابلس أو إلى سوريا المجاورة، لكن ضربة إسرائيلية يوم الجمعة أدت إلى إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن عدد القتلى من المدنيين اللبنانيين “غير مقبول بالمرة”.
* تحد إيراني وإسرائيل تدرس خيارات الرد
تدرس إسرائيل خيارات ردها على هجوم شنته إيران يوم الثلاثاء بصواريخ باليستية.
وارتفعت أسعار النفط على خلفية احتمالات استهداف منشآت نفط إيرانية، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل مساعيها لشل قدرات جماعة حزب الله في لبنان والقضاء على حركة حماس في غزة المتحالفة مع الجماعة والمدعومة من طهران أيضا.
وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل يوم الجمعة على البحث عن بدائل لاستهداف حقول النفط الإيرانية، مضيفا أنه يعتقد أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى كيفية الرد على إيران.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في ظهور نادر وهو يؤم صلاة الجمعة لحشد كبير في طهران إن إيران وحلفاءها بالمنطقة لن يتراجعوا.
ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى سوريا يوم السبت لإجراء محادثات بعد زيارة إلى لبنان، والتي جدد فيها الدعم لبيروت وحزب الله.
وأتى الصراع على الكثير من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله. وقال نازح من الجنوب يبلغ من العمر 40 عاما يدعى نهاد شايب “عايش مش عارف حالك امتى بتموت”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جماعة حزب الله أطلقت يوم الجمعة أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل، واستمرت صفارات الإنذار من الغارات الجوية تدوي في شمال إسرائيل يوم السبت.
بدأت أحدث جولة من العنف الدامي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، عندما شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ ذلك الحين أسفرت عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، ونزوح جميع السكان تقريبا.
* عمليات برية
تتهم الحكومة اللبنانية إسرائيل باستهداف المدنيين، مشيرة إلى مقتل العشرات من النساء والأطفال. ولم تفرق أرقامها لإجمالي القتلى بين عدد القتلى من المدنيين ومن مقاتلي حزب الله.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف القدرات العسكرية وتتخذ خطوات للتخفيف من احتمالات إلحاق الأذى بالمدنيين. وتتهم حزب الله وحماس بالاختباء بين المدنيين، وهو ما ينفيه الطرفان.
وتقول إسرائيل، التي بدأت عمليات برية تستهدف جنوب لبنان الأسبوع الماضي، إنها تركز على القرى القريبة من الحدود وإن بيروت “لم تكن مطروحة”، لكنها لم تحدد المدة التي سيستغرقها التوغل البري.
وأعلنت أن العمليات تهدف إلى السماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم بعد أن أجبرهم قصف جماعة حزب الله عبر الحدود، الذي بدأ في الثامن من أكتوبر تشرين الأول 2023، على النزوح من شمال إسرائيل.
ويعد إطلاق الصواريخ الإيرانية لأسباب من الثأر لقتل إسرائيل لنصر الله الذي كان شخصية بارزة حولت جماعة حزب الله إلى قوة مسلحة وسياسية كبيرة لها نفوز في مناطق مختلفة بمنطقة الشرق الأوسط.
ونقل موقع أكسيوس عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هاشم صفي الدين، الذي يشاع أنه الخليفة المحتمل لنصر الله، استُهدف في مخبأ تحت الأرض ببيروت مساء الخميس، لكن مصيره غير واضح بعد.
ونشر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس صورة لصفي الدين ونصر الله على منصة إكس يوم السبت وخاطب خامنئي قائلا “خذ وكلاءك وغادر لبنان”.