كانت أمّي صوت أنفاسي، ونبض قلبي ومهجة روحي، كلّما قست علي الحياة تغمرني بعطفها وأنسى في حضنها مرارة الأيّام، فبرأيي لا يوجد انسان قد يهديك حياته دون مقابل سوى الأم فهي أجمل نعمة وهبها الله، ورمز التّضحية و العطاء و قصيدة حب عصماء، تأخذ جذوة من قلبها و تضعها في الأبناء تنير طريقهم بالحب و الدعاء،كل الهدايا و كلمات المدح والثناء للأم نهديها ولن نردّ فضلها و التعب و العناء، قد واجهت لأجلنا عواصف هوجاء، و تحملّت لنسعد السّقم و الشّقاء، من فقد أمه تملّكه الحزن و خيبة الرجاء، سأظل أنظم دموع القهر و الرّثاء، لحبيبة قلبي التي منذ تركتني خاب الرّجاء. تسللّ المرض الخبيث لجسدك الطّاهر، قاتل صامت لايرحم لم يعطني فرصة لأضمّك آخر مرّة، لأسمع عذب حديثك،….كانت كلمات الطّبيب كمصيبة ألمّت بي فعصفت بروحي وشتّت كياني…إنّه السّرطان في آخر مراحله، حتّى أنّها لم تخضع للعلاج الكيماوي، وقضت آخر أيّامها تعاني آلاما لم تقوى المسكّنات على تخفيفها، ومع كلّ تلك المعاناة كانت ترسم ابتسامة لتطمئننا عن حالها…….رحمك الله يا أمّي و أرجو لكل أم على قيد الحياة بركة في العمر و الصحة و الهناء.
الجزائر