واضح أن إسرائيل قد خسرت كل أدوات الرهان بشأن تلك الحرب الضارية ضد أهالي غزة.. وإخوانهم في لبنان..في البداية أعلن نتنياهو أنه ما من سبيل سوى أن يسلم قادة حماس أسلحتهم ويرفعون رايات الاستسلام وفي سبيل ذلك قام الجيش الإسرائيلي بتدمير البقية الباقية من البنية التحتية تدميرا شاملا من أول المستوطنات ورفع المستشفيات من الخدمة.. مع تأكيد شبه يومي من نتنياهو على عدم وقف إطلاق النار إلا بعد إنهاء حركة حماس الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون بكل مذاهبهم.ونفس الحال بالنسبة للأوضاع في لبنان حيث كان نتنياهو قد خطط لإنهاء وجود حزب الله وهو الذي أخذ على عاتقه الدفاع عن الأرض والعرض وكان من أوائل هذه المحطات اغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله فإذا بقيادات الحزب تقوم بترتيب صفوفها أولا بأول رغم تكرار عمليات الاغتيال.. ليس هذا فحسب بل أعلن الحزب بكل وضوح وصراحة استمرار المقاومة وعدم وقف إطلاق النار مهما كانت الظروف والأحوال.والدليل إعلان حزب الله استمراره في عملية المقاومة. ماذا بعد كل التطورات السرية وغير السرية التي تشير إلى أن صمود إسرائيل لن يستمر طويلا لا سيما في ظل وقف شحنات الأسلحة لها من واشنطن..؟ها هو بنيامين نتنياهو يذرف الدم بدلا من الدمع مستجديا ومتحديا ومهددا أمريكا بأنها إذا لم تعِد تصدير شتى الأسلحة بأسرع ما يمكن فسوف تضعف قدرة إسرائيل وهي التي كانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت تأخير التصدير. وهكذا تزداد التطورات تعقيدا وسط صلف إسرائيلي لم يسبق له مثيل وهي التي طالما تصرف أعضاء الحكومة الإسرائيلية تصرفا يرفع حدة الهوس والجنون وبالتالي فإنهم يرون أنه لابد من أن يطفو على السطح الإنساني ما يثير حمرة الخجل.على الجانب المقابل فإن ضرب أمريكا للقواعد العسكرية في اليمن لن يؤدي إلا لزيادة العمليات التي تقوم بها جماعة الحوثيين في منطقة البحر الأحمر وباب المندب حتى ولو قتلوا قائدهم عبد الملك الحوثي فلن يزدادوا إلا تحديا ويبذلوا محاولات مستميتة لكي يستعرضوا عضلاتهم الأمر الذي يسعدهم ليس إلا. في النهاية تبقى كلمة:ألا ينبغي أن تتوقف وزارة الصحة في كلٍ من غزة ولبنان عن إصدار عدادات القتلى والشهداء فضلا عن الجرحى الذين يسقطون يوميا بالعشرات واللتين أعلنتا أن هذا سوف يستغرق وقتا طويلا ليس من السهل تحديده أو قرب تحديده.؟! و..و..شكرا