في حضن أمي، انحنت كل الجراح
وصار العالم ينشدني أغلى الأمنيات
هي التي خبأت في قلبها لي النور
وأشعلت دروبي رغم العواصف والرياح
هي التي زرعت في صدري بساتين الأمل
وروتها بدمع صامت، لا يُرى ولا يُكمِل البكاء
يا من غزلت من صبرك أثواب الحنان
وفي يديك سكنت أنهار السلام والجنان
كل جرح سال في طريقي، كنتِ بلسماً
أنتِ التي سهرت على جبيني، وأغلقتِ باب الأحزان
هي التي حين ضاق العالم، مدّت جناحيها
وكلما انكسرتُ في زوايا الحياة، رفعتني إلى السماء
عاشت حياتها تبحث عن فرحة تائهة
تجمع ضحكاتنا، وتنثرها فوق سهول قلبها المتعب
تركتها الأيام كلوحة من أوجاع
لكنها، رغم كل شيء، ظلت تحمل راية الأمان
يا زهرة الحياة في صحراء العمر الشاحب
يا قنديل الروح في عتمات الزمان
كيف أنسى دموعكِ التي هطلت بغير حساب
تروي أرضي الجافة، وتسقي جذوري الظمأى
رأيتكِ تكافحين المرض وأنتِ مبتسمة
أنتِ التي جاهدتِ ورفعت الراية عاليةً بلا انحناء
حتى في لحظاتكِ الأخيرة، كان في عينيك
سراج الحب، وكلمات تبني لي عوالم لا تزول
فمنكِ، أمي، تعلمت معنى القوة والرجولة
أنتِ التي صنعت منا رجالاً بصلابة الصخور
فشكراً لكِ، يا أم الحنان والعطاء الدائم
يا ملجئي حين تضيق الدروب، وسند روحي الهائمة
يا نبع الإلهام، أنتِ القمر في لياليَّ الحالكة
أنتِ التي تنير حياتي، وأبقى أكتب اسمك فوق سطور الخلود
فما أنا إلا ابنك الذي يغني دوماً باسمك
ويكتب بحروف القلب قصيدة لا تنتهي … للأبد
من المملكة المغربية