لا أتصور حالة اللامبالاة لدى المسئولين فى مصر فى قضية وجودية مثل التعليم، مع تزايد الخلل فى الأداء والمساهمة عمدا، بإشراك الجهلة لإدارة العملية التعليمية ومحاربة قطاع عريض من المعلمين وأولياء الأمور والطلاب مع دعاية فارغة، وباعتراف الوزير هناك عجز بلغ 660 ألف معلم، ولا تعويض للمعاشات، بينما نحرم مليون معلم شاب من التعيين بمسميات وهمية. كما نحرم ملايين الطلاب من التعليم الجيد عمدا أيضا، ودخلنا مرحلة التعليم المسائى الذى سجل فشلا حقيقيا ولا حضور فى معظمه وتوضع درجاته سد خانة، كل ذلك بادعاء عدم وجود ميزانية..إنه قتل عملى للأجيال، فالمعلمون خريجو التربية الذين تعهدتهم الدولة وهم أبناؤها من حقهم التعيين إجبارا، لأن المعلم لم يدرس بالتربية ويتعب أهله 20 عاما لتلقيه الدولة بالشارع، فضلا عن مدرسين عملوا فعلا بالوزارة ونجحوا فى اختباراتها وألقتهم بالشارع بعد استحلال أموالهم .. هل المعلمون أعداء الدولة ؟! الإجابة هى الفيصل .. ماكل هذا الاحتقار والازدراء للمعلمين والطلاب والتعليم ؟! ومع كل الحجج بعدم وجود ميزانية للتعيين اقترح الحل لحالة الغليان بشارع التعليم المصرى بدءا بتعيين دفعة 36 ألف معلم ومعلمى الحصة ، والناجحون فى الاختبارات وتلقوا الجداول والعمل بالمدارس، واستجابة للبعد الإنسانى والاجتماعى والوطنى يتطلب تعيينهم ولو براتب منخفض يبدأ من ألف جنيه مؤقتا تحت عنوان التجريب لظروف البلد، ثم ترفع فى العام القادم متى استمر المعلم فى انتظام العمل، بدلا من التشرد بالشوارع، وهذا مبلغ يوفر كثيرا للوزارة فلاحجة للدولة، ويحمده الجميع ويؤمن مستقبلهم ولو مبدئيا ولا يساوى شيئا من مصروفات الوزارة…. وهناك مشكلة معلمى اللغة الثانية، وهم نحو 50 ألفا باعتبارها مادة حضارة لايمكن إهمالها لدرجة أن الطلاب أصبحوا يجهلونها، فكيف تكون مادة امتحان إلا أن يكون مفهوم الوزارة هو غش المادة، والحل يكون برصد درجات أقل للمادة، تحفظ ركنا مهما فى التعليم والمناهج، وإضافة المواد الأخرى أيضا. أما أن تجعل الوزارة موادا دراسية للمجموع وأخرى للغش، فهذا يسئ للدولة والتعليم، ويفقد الوطنية والانتماء لمصر، هنا يحس المواطن أن الدولة فى عداء معه شخصيا، وتغيب المصداقية فى أداء الوزارة. أتمنى أن يقرأ هذه الكلمات مسئول لديه ضمير، لتصحيح الخلل الأخلاقى والتعليمى الجارى واتقاء حالة الغليان فى شارع التعليم ..