أتفق مع ما قاله الرئيس الصينى شى جين بينج خلال مشاركته فى قمة «بريكس» الأخيرة من أن سياسة القطب الواحد خطيرة ولها تداعيات مدمرة على العالم، وأنها وراء العنف والعدوان والتوتر فى فلسطين ولبنان.
قمة «بريكس» الأخيرة تكتسب أهميتها من أنها القمة التى تحاول إيجاد صيغة للتوازن فى العالم، وتأكيد فكرة العالم المتعدد الأقطاب بعيدا عن الأحادية القطبية التى يكتوى العالم بنيرانها الآن، نتيجة هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وحدها على النظام العالمى، وانتهاجها سياسة ازدواجية المعايير مع معظم الأزمات والمشكلات العالمية طبقا لرؤيتها الذاتية البعيدة كل البعد عن العدالة، والمصداقية، والشفافية، والمخالفة لقواعد القانون الدولي، والقانون الدولى الإنساني، ومواثيق الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان.
يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى انتهاجه سياسة التوازن الإستراتيجى لأول مرة فى السياسة الخارجية المصرية، واضعا مصلحة الدولة المصرية فوق كل اعتبار، بعيدا عن صيغ التحالفات الضيقة شرقا، أو غربا، ومن هنا كان انضمام مصر لتكتل »بريكس« خطوة مهمة فى هذا الاتجاه، مما يجعل من الدولة المصرية «رمانة ميزان» فى منطقة الشرق الأوسط، وإفريقيا، وشرق المتوسط، والعالم العربي.
فى كلمته أمام الجلسة الثانية الموسعة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تؤمن إيمانا راسخا بأهمية تعزيز النظام الدولى المتعدد الأطراف بعد أن أكدت الأزمات المتعاقبة التى عصفت بالعالم خلال السنوات الماضية عجز النظام الدولى عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم، فضلا عن حالة الاستقطاب والانتقائية التى أضحى النظام الدولى يتسم بها.
مصر شاركت فى قمة «بريكس» هذه المرة بعد أن أصبحت رسميا عضوا فاعلا فيه بعد توسيع عضويته ليصبح تجمع «بريكس» هو التجمع الأكبر فى العالم من حيث عدد السكان (45% من حجم سكان العالم، ومن حيث المساحة (30% من مساحة العالم).