بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ – عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- مؤسس المحميات الطبيعية في مصر-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم
أحد الطيورالمصرية القديمة، صُنّف في امصر بأنه طائر مقيم متكاثر غير شائع ينتشر في أنحائها، يتراوح طوله ما بين 46 إلى 50 سم، يبلغ وزن الذكر 1,900 جم، والأنثى 2,300 جم، فيما يبلغ تعداد أزواجه المتكاثرة 2,200 زوج سنويًّا،
النظام الغذائي لطائر البوم الفرعوني
يتغذّى طائر البوم الفرعوني على الثدييات الصغيرة، لا سيما الجرابيع، والقوارض، والطيور الصغيرة، والزواحف، واللافقاريات، إلى جانب الثعالب، والخفافيش، والعقارب، والأرانب البرية، وغيرها من الكائنات التي يصطادها عبر الانقضاض عليها من مجثمه،
وتتميز بومة النسر الفرعونية بريش مرقط وعيون كبيرة برتقالية صفراء. الرأس والأجزاء العلوية بنية اللون ومكسوّة بخطوط وبقع سوداء وبيضاء كريمية، بينما الأجزاء السفلية بيضاء كريمية شاحبة، مع خطوط سوداء على الصدر العلوي وخطوط حمراء بنية دقيقة على الصدر السفلي والبطن. الوجه له شكل يشبه القرص وهو نموذجي لمعظم البوم، محدد بحافة داكنة، والمنقار القوي أسود ومعقوف، والرأس متوج بخصلات أذن صغيرة. يبلغ طول جسمها 46-50 سم (18-20 بوصة)، وهي واحدة من أصغر أنواع بومة النسر. هناك نوعان فرعيان معترف بهما من بومة النسر الفرعونية، بومة النسر الفرعونية (B. a. ascalaphus) وبومة النسر الصحراوية (B. a. desertorum)، الأخيرة أصغر حجمًا وأكثر شحوبًا مع لون رملي.
التوزيع والموئل
يعيش بومة النسر الفرعونية في معظم مناطق شمال إفريقيا القاحلة، بما في ذلك بعض أكثر أجزاء الصحراء الكبرى الوسطى قسوة، حيث يمكن العثور عليها في الجزائر وتشاد ومصر وإريتريا وليبيا ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر والسنغال (البوم الشاردة) والسودان وتونس والصحراء الغربية. يمتد نطاقها شرقًا إلى شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط، حيث توجد في إيران والعراق وإسرائيل والأردن والكويت وعمان وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة. موطنها المفضل هو في الغالب السهول المفتوحة القاحلة أو الصحراء مع أشجار النخيل المتناثرة أو النباتات المتوطنة الأخرى، حيث تعشش في النتوءات الصخرية والوديان والمنحدرات.
السلوك والبيئة
تعتبر بومة النسر الفرعونية ليلية وتخرج عند الغسق للصيد على مساحة تبلغ حوالي 5 كيلومترات مربعة (1.9 ميل مربع). تحط على مرتفع وتراقب وتستمع لاكتشاف الفريسة المتحركة قبل أن تنقض على ضحيتها. تتغذى على أي كائنات صغيرة تجدها، لكن القوارض، وخاصة الجربوع، هي فريسة مفضلة. كما تصطاد ثدييات أخرى مثل الخفافيش وثعالب الصحراء والأرانب، بالإضافة إلى الطيور الصغيرة والثعابين والسحالي والخنافس والعقارب. تصطاد أحيانًا طيورًا جارحة أخرى مثل البوم الحظيرة والبوم الصغير والصقور الشائعة.
التكاثر لدى طائر البوم الفرعوني
يتكاثر طائر البوم الفرعوني خلال الفترة من شهر ديسمبر حتى يونيو، بصورة مناطقية أحادية الزواج اجتماعية ووراثية وبروابط زوجية تدوم مدى الحياة، وتتوزّع الأدوار الأبوية فيما بينهما، إذ يتولّى الذكر مهمة جلب الطعام، بينما تتوّلى الأنثى مسؤولية رعاية الفراخ وحضن البيض بعدد أقصاه 3 بيوض، لتعشّش لمدة تبلغ 34 يومًا، في عشّ غير مبطن على إحدى الحواف المجوّفة، أو منحدر صخري، أو على حافة مكشوفة، أو على تجويف شجرة ما، وتحتضن حضنة مفردة تتراوح مدتها من 32 إلى 36 يومًا،
وتعتبر هذه البومة أحادية الزواج وتشكل علاقة مدى الحياة. يحدث التكاثر في أواخر الشتاء؛ العش عبارة عن كشط في شق أو بين الصخور. تضع الأنثى بيضتين وتحتضنهما لمدة 31 يومًا تقريبًا. يطعم كلا الوالدين الصغار ويتركان العش في عمر 20 إلى 35 يومًا، لكنهما يظلان معتمدين على والديهما لعدة أشهر أخرى.
وتعد البومة الفرعونية أكبر فصيلة لـ«البوم» في العالم، حيث إنها كانت تنال الاحترام والتقدير فى الديانة المصرية القديمة التي كان يتم تحنيطها وتجسيدها بالتماثيل. كما إنهم جعلوها حرفا في اللغة الهيروغليفية، فكانت رمزا لحرف “الميم”، وجاءت النقوش الفرعونية على جدران المعابد، لتظهر لنا أن مكانتها كانت أكبر في عهد “رمسيس الثاني” الذي كان يعتبرها طائره المفضل. وربط المصريون القدماء بينها وبين الروح البشرية، فكان المعتقد السائد وقتها، أن روح المتوفى تتجول ليلا في الجو على شكل طائر ذي رأس بشرية، يشبه إلى حد كبير طائر البومة. ورغم أن بعض البشر يكره البومة غالا أنها يعتبر حلقة توازن في الطبيعة، فهي تسهدف الفئران التي تسبب الكثير من الأضرار كتدمير المحاصيل الزراعية، وبالتالي منع الأوبئة التي تنقلها الفئران إلى البشر، وربما إذا علم الفلاحين ذلك الأمر، ما كانوا استخدموا المبيدات الحشرية لقتل الفئران.
الحفاظ على البيئة
يتمتع بومة النسر الفرعونية بنطاق واسع جدًا ويُقال إنه وفير في جزء على الأقل من النطاق. لا يواجه أي تهديدات معينة، وبالتالي تم إدراجه ضمن الأقل إثارة للقلق في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.