إن تعلم لغة جديدة يعد وسيلة قوية لتطوير العقل وتوسيع المهارات وفتح الفرص المستقبلية… عندما يتعلق الأمربتعلم اللغة، يتساءل الكثير من الناس: ما هو السن المناسب لتعلم لغة جديدة؟ هل مرحلة الطفولة المبكرة هي المرحلة المثالية، عندما تكون أدمغتنا متلهفة لإستقبال كل ما هو جديد بسرعة مذهلة؟ أم أنه من الأفضل أن نكبر وننتظر إلى أن نتمكن من فهم جوانب اللغة المختلفة مثل القواعد والثقافة؟
إن كل مرحلة من مراحل الحياة مجهزة بنقاط قوة فريدة من نوعها يمكنها أن تجعل من تعلم اللغة تجربة مثمرة عندما تعتمد على الاستراتيجيات الصحيحة.
نسلط الضوء في هذا المقال على كيفية تعلم لغات جديدة خلال مراحل الحياة المختلفة ، بالإضافة إلى أهم النصائح المتعلقة بتعلم اللغات واكتسابها في مختلف المراحل العمرية.
العوامل المؤثرة على تعلم اللغة
على الرغم من أن كل فئة عمرية لها مزاياها وعيوبها، إلا أن العمر ليس العامل الوحيد الذي يجب مراعاته عندما يتعلق الأمر بتعلم اللغة. إن تعلم اللغة يتأثر بعدة عوامل.
وتشمل هذه العوامل ما يلي:
القدرات المعرفية التي تتطور عبر الأعمار المختلفة. مع نضوج الأفراد، تتقدم وظائفهم الإدراكية، مما يؤثر على قدرتهم على فهم مفاهيم اللغة المجردة وقواعد النحو بشكل أعمق
الدافع أو دافع متعلم اللغة. يعتبرالدافع أيضًا عامل محوري أثناء عملية تعلم اللغة، لأنه يؤثر على المشاركة والاستعداد للاستمرار في مواجهة أي تحديات.
استراتيجيات التعلم المختلفة التي يمكن استخدامها. إن الطريقة التي يتم بها تدريس اللغات تشكل عاملًا رئيسيًا، وبعض الاستراتيجيات قد تكون أكثر فعالية من غيرها. مثل الإنغماس والتكرار وأدوات التعلم التفاعلية التي تعمل على تعزيز الاحتفاظ بالمفردات ومهارات الاتصال العملي.
تعلم اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة
هناك العديد من الفوائد لتعلم لغة ثانية في مرحلة الطفولة المبكرة. أحد الفوائد الرئيسية هي أن أدمغة الأطفال الصغار مجهزة للتعلم بوتيرة سريعة. ويرجع هذا إلى مفهوم المطاوعة العصبية التي تعني قدرة الدماغ على التغيّر وإعادة بناء نفسه وتنظيمه ذاتياً، مما يتيح له التكيف مع الظروف والتغيير.
يستفيد الأطفال الصغار، الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات عادةً، من المرونة العصبية المتزايدة، مما يمكنهم من استيعاب اللغات وتحقيق الكفاءة القريبة من اللغة الأم بسهولة. يمتلك الأطفال الصغار أيضًا فضول طبيعي، مما يزيد من قدرتهم على استيعاب اللغات بسهولة.
أظهرت الدراسات بعض الفوائد الواضحة لتعليم الأطفال الصغار أكثر من لغة واحدة وتشمل هذه الفوائد:
فهم اجتماعي أقوى
زيادة الحساسية لأنماط التواصل، مثل التعرف على نغمات الصوت المختلفة
المزايا المعرفية، مثل القدرة على التحول بسهولة من نشاط إلى آخر
تعزيز بعض جوانب الذاكرة، مثل القدرة على تعميم المعلومات من حدث حالي إلى حدث لاحق
أفضل طريقة لتعليم الأطفال الصغار لغة ثانية؟
الانغماس اللغوي، وهو عندما يتعرض الأطفال للغة من خلال أنشطتهم اليومية (القصص والأغاني والمحادثات)
استخدام الوسائل البصرية والدعائم والألعاب والتمارين العملية
تجارب الحياة الواقعية، مثل الأنشطة الثقافية أو التفاعلات مع المتحدثين الأصليين
إن استخدام أدوات التعلم الحديثة مثل المنصات الإلكترونية يفتح آفاقًا واسعة لتعليم الأطفال اللغات عبر الإنترنت. على سبيل المثال، توفر منصة نوفاكيد لتعليم الإنجليزية دروسًا فردية مع معلمين ناطقين أصليين، تم تصميمها لتلائم أساليب التعلم المختلفة، مما يضمن تجربة تعليمية مخصصة وفعّالة تلبي احتياجات كل طفل وتعزز مهاراته في اللغة.
تعلم اللغة في مرحلة المراهقة
يعتقد الكثير من الناس أن مرحلة الطفولة المبكرة هي النافذة السحرية لتعلم اللغة، وبحلول سن المراهقة تكون هذه النافذة قد أُغلقت. ولكن هذه ليست الطريقة الصحيحة للنظر إلى الأمر لأن المراهقين يتمتعون بمزايا معرفية معينة تجعل تعلم اللغة أسهل وأكثر إثراءً في بعض النواحي.
تعتبر مهارات التفكير التحليلي التي تزدهر بعد الطفولة أدوات قوية بشكل لا يصدق لتفكيك قواعد النحو والهياكل المنطقية الدقيقة التي ربما بدت وكأنها هراء عندما كنت أصغر سنًا.
هناك العديد من الفوائد المميزة لتعلم لغة في مرحلة المراهقة:
زيادة المرونة الإدراكية
تحسين مهارات حل المشكلات
فتح فرص تعليمية جديدة
إعدادك لمهنة أكثر تنوعًا
استراتيجيات تعلم اللغة في مرحلة المراهقة
في كثير من الأحيان، يتم تدريس لغة ثانية في المدرسة المتوسطة أو الثانوية. لكن بعض الأطفال يتبعون برنامجًا
للدراسة الذاتية أو يبحثون عن أدوات دراسية إضافية.
إليكم بعض الأفكار لتعلم اللغة بين المراهقين:
حاول القيام بأنشطة غامرة مثل مشاهدة الأفلام أوالاستماع إلى الموسيقى باللغة التي تتعلمها.
المشاركة في برنامج تبادل اللغة لتعزيز فهم الاستماع والطلاقة.
مارس التحدث باللغة بانتظام مع أقرانك أو المتحدثين الأصليين لزيادة الثقة ومهارات المحادثة.
تعلم اللغة في مرحلة البلوغ
إن تعلم لغة جديدة كشخص بالغ يأتي مع مجموعة من التحديات الخاصة به. غالبًا ما يواجه البالغون صعوبات مثل إدارة الوقت وسط العمل والالتزامات الشخصية، والتعامل مع هياكل القواعد النحوية غير المألوفة، والتغلب على الوعي الذاتي بشأن ارتكاب الأخطاء.
ولكن الأمر ليس ميؤوسا منه. بالتأكيد يمكنك تعلم لغة جديدة كشخص بالغ، وقد وجدت الأبحاث أن أدمغتنا تتمتع بمرونة أكبر مما كنا نعتقد. إن تعلم لغة جديدة يفيد الناس طوال حياتهم، حيث وجدت بعض الأبحاث أن القيام بذلك
قد يحمي من التدهور المعرفي الذي قد يحدث بسبب تقدمك في السن.
استراتيجيات تعلم اللغة في مرحلة البلوغ
الحيلة في تعلم لغة جديدة كشخص بالغ هي الاستمرار في التعلم. إن معظم البالغين يتعلمون بشكل أفضل من خلال دروس قصيرة ومتعددة الحواس.
أهم نصائح لتعلم اللغة للبالغين هي:
حدد أهدافًا قابلة للتحقيق.
إنشاء روتين دراسي ثابت.
دمج ممارسة اللغة في حياتك اليومية.
انغمس في اللغة من خلال الموسيقى أو الأفلام أو الوسائط الأخرى.
فكر في برنامج تبادل اللغة.
ابحث عن فرص للتفاعل مع المتحدثين الأصليين.
استخدم الأدوات المساعدة على التذكر والبطاقات التعليمية.
لا يوجد سن مثالي لتعلم لغة جديدة، يمكنك أن تنجح في أي سن. ليس هذا فحسب، بل إن فوائد تعلم لغة ثانية تنطبق سواء كان عمرك 6 سنوات أو 60 سنة فتعلم لغة جديدة يفتح أمامك آفاقًا معرفية وسبلًا لفهم الثقافات المختلفة، بغض النظر عن عمرك
تتضمن المنهجية تنسيقات التعلم الفردي والتعلم الذاتي لتلبية احتياجات التعلم المتنوعة. يتعلم الأطفال اللغة الإنجليزية من خلال ألعاب مشوقة ومليئة بالمرح مع المعلمين أو أثناء ممارستهم الذاتية. و هذا النهج عبر الإنترنت يتيح للأطفال التعلم بوتيرة خاصة في بيئتهم المفضلة، مع إضفاء الطابع الديمقراطي على التعليم على مستوى عالمي.
يتوافق المنهج مع الإطار الأوروبي المرجعي المشترك للغات (CEFR) ، ويشمل أحدث الطرق مثل نهج التواصل وCLIL، والألعاب بالإضافة إلى مجموعة من الحلول الذكية مثل الذكاء الاصطناعي واعتراف الكلام وتصور ثلاثي الأبعاد. من خلال ربط التعلم الترفيهي بالتكنولوجيا الجديدة، تعزز نوفاكيد حب التعلم لدى الأطفال وتجهزهم بالمهارات اللازمة للنجاح في عالم الغد.