خالد عبد المحسن
يحتل علم المواريث مكانة بارزة في الفقه الإسلامي، إذ هو الميزان في توزيع التركات،به تمنع المنازعات، وتتلاشى الخصومات، ويكفيه شرفًا بيان الله له ،وحث رسوله صلى الله عليه وسلم على تعلمه وتعليمه واهتمام الفقهاء والمسلمين به قديمًا وحديثًا.
من أرفع العلوم قدرًا وأعظمها أثرًا قال النبي صلى الله عليه وسلم :”العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل ، آية محكمة ،أو سنة قائمة ، أو فريضة عادلة ” رواه البخاري
وضع ذلك العلم الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلم المواريث يسمى علم الفرائض ،لأنه غالب من يرث،يرث بالفرض، وقد استمد مصادره من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الصحابة رضي الله عنهم .
وتعلم الميراث وتعليمه فرض كفاية، إذا قام به البعض بما يكفي حاجة الناس، يصير في حق الباقين مستحبا .ومسائله،أصحاب الفروض، وميرا ث العصبات، والحجب والحرمان، والرد والعول.
يصحبنا الشيخ محمد محمود نصار مدير عام لجنة الفتوى بالقاهرة والقليوبية سابقًأفي كتابه “تيسير المواريث”في رحلة مع علم المواريث تتبعًا ودراسة وشرحًا وعرضًا في سهولة ويسر بوصفه شيخًا أزهريًا وداعية وعضوًا بجنة الفتوى ثم مديرًا لها واجهته مسائل في مجال الميراث، أعمل فيها ذهنه وكد عقله وبحث ودقق هو وزملاؤه، لكي تخرج الفتوى صحيحة لأنهم تحملوا أمانة الفتوى .
فقد أورد الشيخ محمد نصار لماذا أعد هذا الكتاب قائلا:”سألني كثير من تلامذتي،أن أكتب كتابًا ميسرًا جامعًا لمسائل الميراث، يعينهم على تعلم هذا العلم، ويسهل عليهم البحث في أي مسألة تعرض لهم، ويكون مرجعًا لفتاويهم .
وقد صادف هذا الطلب ميلاً في قلبي، حيث إنني من المنشغلين بهذا العلم منذ زمن بعيد، فمن خلال عملي في حقل الدعوة بالأزهر الشريف، وجدت أن أسئلة الميراث لها نصيب الأسد في فتاوى الناس، وتأكد هذا الظن حين ترأست لجنة الفتوى بالقليوبية، وشعرت حينها بخطورة مآلات الخطأ في فتاوى المواريث، من ضياع الحقوق ونشوب نار القطيعة والخلاف بين أفراد الأسرة الواحدة.
لذا استخرت الله، وعزمت على كتابة هذا الكتاب الذي لا أدعي أنه جاء كاملاً خاليًا من النقص، ولكنني أحسب أن فيه جديدًا من ناحية العرض، وجمعًا لما تفرق بين الكتب وسبيلاً ممهدًا لسالكه،يهتم بالجوانب التطبيقية العملية التي تساعد القارئ على الإلمام بهذا العلم مبينًا للمسائل التي أخذ بها القانون المصري، وماعليه الفتوى في مصر.