التصرف الهمجى من جهلة الآثار والحضارة يظهر جيدا فى فيديو تكسير عمال لأحجار الهرم ب”مطرقة وأزميل” نتج عنه تساقط أجزاء منها، بما لم يحدث من قبل فى تاريخ الأهرامات، لأننا فى عصر الجهلة، فلا يستطيع مصرى الصمت مع رؤية تلك الجريمة فى لغة “الشاكوش والأجنة” مع أفضل عناصر الآثار فى مصر والعالم، والجريمة الأكبر أن تكسير الحجارة جاء أمام الأجانب وبحضورهم. ومع انتشار الخبر اتضح أن هيئة الآثار لا علم لها بما يحدث ، بل إن مفتشى آثار الهرم لم يعلموا شيئا عنها، وتحت مسمى إزالة توصيلات كهرباء قديمة، فنرى عامل يؤدى العمل دون وجود مسئول واحد من الآثريين يراقب الواقعة لإرشاده، فالعامل لا يعرف قيمة أثر وكنز وطنى، كما أن الوصلة الكهربية التى يتكلمون عنها عمودية على كتلة الحجر وليست على جانبه مما يصيبه بالتكسير حتما، وهو ما أكدته الصورة والحضور. ومعروف أن الإنارة مسلطة من خارج الهرم، مما يكشف الاستهانة العلمية والفنية في إدارة المرتزقة المتفرغين للمهنة والمكان، وأساء لسمعة السياحة، فانتشرت الشائعات حول هدم أجزاء من هرم خوفو. لتهدر جهود الدولة وتضرب السياحة فى مقتل. بهذا الشكل العشوائي والبدائي، الكارثة أن الواقعة حدثت أمام أعين السياح ووكالات الأنباء، والذين رصدوا الواقعة بالصوت والصورة، لأنها حدثت فى أثناء أوقات العمل الرسمية، فانتشرت حالة من الاستياء، وسخرية عالمية من استهتار المصريين بأعظم آثارهم. وأساءت لسمعة مصر السياحية وللأهرامات كواحدة من عجائب الدنيا الفريدة، ولأننا فى عصر الجهلة وراسبى الإعدادية، وهذا امتداد لما يحدث الآن فى آثارنا وتراثنا فى منطقة الإمام والسيدة نفيسة أيضا، من جرائم لن تغتفر من دخلخونة يزيلون شواهد تاريخ مصر وتحقق قصد الخيانة العظمى، لأنها قضية قتل شعب وطمس تاريخه، ولا بد من محاكمة المجرمين العملاء آجلا أو عاجلا..