ظاهرة خطيرة من ظواهر الاختلاف الفكرى فى مصر وهى ظاهرة غريبة قد تؤدى الى خلافات وتشاحنات وتعود بنا الى الوراء دون تقدم فكما احدثوا خلافا كرويا نعانى منه الان وتسبب فى الماضى القريب فى قتلى واصابات فانهم اليوم يدفعون المثقفين والمفكرين بل وصل الامر الى عامة الشعب وانصاف المتعلمين وبدات نغمة الكتابة والتحليل لزعماء مصر السابقين والمقارنات الوهمية بينهم واهالة التراب عليهم وعلى اعمالهم وطمس جزء كبير من تاريخ مصر حتى دخلنا فى خانة التصنيف هذا ناصرى وذاك ساداتى والثالث مباركى ونسوا من يتبنون هذا المنهج الان انهم الثلاثة زعماء لمصر تمتعوا بالوطنية القوية وقادوا مصر وادوا ما عليهم وكلهم من ابناء المؤسسة العسكرية مصنع الرجال لم يخون اى منهم مصر الكل ادى واجاد واخطاء فهم ليسوا رسل ولا انبياء هم بشر لهم وعليهم لكل منهم انجازات واعمال خالدة لا ينكرها الا كل جاحد او حاقد او جاسوس
وللاسف الشديد انبرى هذه الايام الكثير من الكتاب على صفحات الفيس منهم من يبالغ فى سخطة على زعماء مصر او بعضهم ومنهم من يبالغ فى مدح زعيم عن الاخر ومنهم من يقف على الحياد التام فى هذا الصراع الغبى الذى خلقناه بايدينا دون اى اعتبار لتاريخ الرجال واعمالهم وما قدموه لمصر فنحن على مايبدو امة ادمنت بقصد او دون قصد فى اهالة التراب على تاريخ الامة وحكامها حسب المزاج والهوى والحب دون اى اعتبار لاعمال او انجازات او قرارات قد تكون غيرت وجه التاريخ
ومن الخطورة ان يقراء الشباب بل الناس هذة المقالات او التوهمات مغرضة كانت او صحيحة بما تحتوية على اراء وافكار واقوال ترتبط بسيرة قادة مصر الذين رحلوا صدقا او كذبا حقا او بدون حق ولابد لنا ان يكون لنا موقفا صلدا امام هذه الفئة التى تسئ لزعماء مصر دون انصاف او عدل او حياد وتحاول ان تصنف الشعب الى فئات باسماء زعماء رحلوا عن عالمنا بما لهم او عليهم
نعم من الواجب دراسة التاريخ كما سيقول البعض شئ مهم ان نعرف تاريخنا لكن بحياد ودون اسفاف ودون طمس الحقائق ونشر الاكاذيب ندرس تاريخنا دون تطاول على من قادوا مصر فى احرج الظروف ولا تجرنا الاهواء والميول الى طمس الحقائق عن هذا واظهار حسنات الاخر فكلهم ابناء مصر المخلصين كلهم حملوا ارواحهم على ايديهم وقدموا مصر على حياتهم كلهم انجزوا وادوا الامانة قدر استطاعتهم كلهم لهم اخطاء فلا عصمة بعد رسول الله صل الله عليه وسلم لكل منهم قرارات تاريخية رجت الدنيا وغيرت الناريخ نجعلها الان مثار تحليلات واعتراضات وكان محللين هذا الزمان اكثر قدرة وخبرة منهم زمان يابهوات الاكاذيب لكل قرار وقت وزمن ولكل قرار معطيات ومقدمات لكل قرار اسباب وحجج تناسب زمانها ولا تتناسب مع زماننا هذا لكل قرار دراسات من جهات مختصة تقدم للرئيس فيتخذ القرار قد يصيب وقد يخطى
ما لنا ننبش فى الماضى بحلوة ومرة مالنا نوافق او نبرر او نعترض على قرارات مرت عليها عشرات السنين اثرت او لم تؤثر على المجتمع المصرى للاسف كل من يكتب ويحلل ويدعى المعرفة ببواطن الامور لا يراعى مصلحة مصر ولا تاريخها الحقيقى ولا انصاف قادة عظماء حكموا مصر بامانة وشرف وكاننا نطمس تاريخ امة او نكتب تاريخا لامة تهيل التراب على كل من خدمها وخاف عليها وحافظ على امنها وسلامتها نحن امة على مايبدو نقول دائما مات الملك عاش الملك
رحم الله زعماء مصر السابقين برحمته ولابد من يوم يقول فيه التاريخ كلمته بعدل وانصاف وحيادية فى كلا منهم دون مبالغة فى المدح او مبالغة فى السخط كلا حسب ميولة واتجاهاتة فالتاريخ لا يكذب ولا يتجمل رحم الله عبد الناصر بتاريخه المشرف ورحم الله السادات بتاريخه المشرف ورحم الله مبارك بتاريخه المشرف فقولوا ما تريدوا ان تقولوا وافعلوا ما تفعلوا فلن تفلحوا اذن ابدا
نحن امة تحترم كبارها وقادتها على مر التاريخ والازمان
مش كده ولا ايه