بعد ساعات قليلة من نشره على منصة اليوتوب ، اعتلى فيلم “نايضة” لصاحبه سعيد الناصري الطوندونس المغربي وحصد ملايين المشاهدات في سويعات معدودة .
الفيلم المذكور ياتي بعد المنع الذي يتعرض له هذا الفنان المغربي في في القنوات العمومية بعدما كان مدلل الإعلام العمومي بامتياز ولسنوات وحظيت اعماله الفنية بدعم كبير من القيمين على الشان الإعلامي المغربي .
في رمشة عين تم طرده من بلاطوهات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وصار مغضوبا عليه ، وحاول بكل الطرق كسب ودها من جديد وعدة الامور لما كانت عليه قبل الغضبة الاخيرة .
بعدما طرق كل الأبواب وفقد الأمل التجأ لوسائل التواصل الاجتماعي وشرع في نشر جديده عليها حيث لقي دعما كبيرا وتفاعلا قل نظيره ، فعوضته عن سنوات الحرمان بشركة لعرايشي .
قدم العديد من الأعمال على المنصات الاجتماعية وآخرها فيلم “نايضة ، كبرها تصغار” ، وهو فيلم يجسد الواقع الاجتماعي المر الذي يعيشه المغاربة بشكل يومي في ظل الفساد الإداري وباقي الآفات الأخرى التي لا يتسع المجال هنا لذكرها كاملة .
“نايضة” فيلم بإمكانيات بسيطة جدا ولم يحظ بالدعم العمومي لكنه أقوى من كل الأفلام التي حظيت بهذا الدعم الذي يمنحه المركز السينمائي المغربي ، لأن فيلم الناصري يعبر عن المعاناة المغربية والواقع الأليم الذي يتخبط فيه المواطن صباح مساء .
لقد تمكن هذا الفيلم من التغطية على حدث حفل اختتام مهرجان مراكش السينمائي الذي ترصد له الدولة الملايير وتستقطب نجوم العالم الكبار وأشهر الافلام وتحتضنه عاصمة النخيل لعشرة أيام سنويا .
لقد تفاعل رواد التواصل الاجتماعي بشكل كبير ومنقطع النظير مع هذا الفيلم وتعاطفوا مع صاحبه الممنوع داخل الإعلام العمومي الممول من أموال دافعي الضرائب ، وقاموا بالدعاية له وإبداء آرائهم حول أحداثه وشخوصه حتى تشوق الجميع لمشاهدته سيما وانه مطروح بالمجان على منصة اليوتوب .
كتب البعض بانهم الآن عرفوا سبب منعه وهم يقصدون ان الفيلم يتعدى الخطوط الحمراء ويظهر ما لا يمكن أن يظهر في قنوات “كولو العام زين” ، وقد كانوا صادقين حقا لأن هذه العينة من الأفلام لا يمكن ان تجد طريقها لقنوات الصرف الصحي العمومي الاي تحاول قدر الإمكان إلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية .
سر نجاح فيلم نايضة أنه يناقش القضايا الحقيقية التي تشغل بال المواطن البسيط المغلوب على أمره ويتحدث بلغة الشعب وكتبه ابن الشعب الذي ذاق مرارة الفقر وعاش في الأحياء الشعبية .
لم لا يلتجئ الفنان والمبدع لوسائل التواصل الاجتماعي عوضا عن القنوات العمومية التي لم يعد يشاهدها إلا القليل وخير دليل انها باتت تستنجد بالمؤثرين ومشاهير المنصات الاجتماعية لإنقاذ ماء وجهها ولكسب مزيد من الدعاية لأعمالها التافهة و الممولة بالملايير من اموال الشعب .