الناقد ا.د. أحمد يوسف أستاذ النقد والبلاغة بجامعة الزقازيق والحائز على جائزة الدولة التقديرة يضع النقاط على الحروف ويحسم قضية ممتدة الاهتمام مثيرة للجدل بين فريقين من الأدباء والشعراء والمبدعين ، ألا وهي القصيدة العمودية وقصيدة النثر ، وذلك ردا على سؤال للمذيعة د.سحر محمود عيسى بقناة الحدث اليوم .
أجاب د.أحمد يوسف بقوله فلنسأل كلا الفريقين ماوجه الاختلاف فيما الاختلاف ، إن هذا يقول أن هذا هو الشعر كما ورثناه عن الأجداد، يقصد القصيدة العمودية ، والفريق الآخر يؤمن أن الشعر إبداع فردي يعبر عن وقته وزمنه ، وهذا هو الفريق الذي ينتصر لقصيدة النثر وكلاهما على صواب ، فلما الخلاف إذن تلك أيدلوجيات وليست من الشعر لأن هناك فرقا بين الشعر وبين القصيدة التي هي شكل تتغير حسب الزمن ، والشعر أعم ، الشعر معنى كلي موجود طبيعي في الوجود الطبيعي أو الاجتماعي أردنا أم لم نرد يكتشفه الشاعر، أي أن المعنى الشعري يكتشفه الشاعر فإذن فالشعر أبقى وأخلد ، وموجود منذ خلق الله الإنسان حتى قيام الساعة ، والشعر موجود في كل الفنون الرسم والالموسيقى والتصوير وكل الفنون المعنى الشعري موجود الفن يجسد المعنى الشعري ولذلك يقال الشاعرية ، هذه قطعة موسيقية شاعرية ، هذه لوحة شاعرية ، إذن ما الشاعرية في هذه القطعة الموسيقية إذن فالجمال يتشكل في شكل يشكله الفنان في شكل ما ،إذن فنحن بين أمرين بين الشعر وتشكل الشعر ،الشعر عند أسلافنا القدماء منذ الجاهليين حتى مابعد صلاح عبد الصبور ظل متشكلا في شكل معروف ، في القصيدة التي ورثناها ، التي كانت تعبر عن الإحساس بالزمن والوقت والإيقاع في هذا الزمن كان الإيقاع مرتبط بالراحلة والناقة والنشاط الزراعي والبيئة والقافلة ، فكان إيقاع الزمن يناسب هذه الحياة ، ومن هنا كان الشعر يعبر عن إيقاع هذا الزمن ، وجاءت القصيدة التي فيها استرخاء ونفس طويل ،
خَليلَيَّ هَذا رَبْعُ عَزَّةَ فَاعْقِلَا
قلوصَيكُما ثُمَّ ابْكِيَا حَيثُ حَلَّتِ
وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها
وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ
وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما
ذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ
وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا
وَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِ
وابن المعتز يقول فلا ترتب بشعري إن شعري على مقدار إيقاع الزمان،إذا كان هذا القول في القرن الثالث الهجري فما بالنا ونحن في القرن الواحد والعشرين ،وقد مررنا بالقرن العشرين الذي برز فيه الخلاف حول قصيدة النثر؟!!!،إذن الشعر حينما يتشكل في القصيدة هو مجاز وإيقاع ، صورة وإيقاع أو موسيقى ، إذن الإيقاع يأخذ شكلا عروضيا أو شكلا متحررا ،هنا نسأل سؤال قصيدة النثر ماشكلها ؟، إننا نعرف بالفعل شكل القصيدة الموروث ما شكلها؟، قائمة على بحر عروضي واحد ، وقافية واحدة ، وشطرين ،ومجموعة من الصور التقليدية وغير التقليدية،تعبر عنها هذه القصيدة، تعجبنا أولا تعجبنا هي واقع تاريخي ترضي هذا الشاعر أو لاترضيه لايملك أن يغير التاريخ إذن هذا شأن القصيدة الموروثة، ، إذن ما شكل قصيدة النثر؟،حتى هذه اللحظة ليس لها شكل .الفن شكل .