سقط بشار, ترك سوريا مقسمة, ترك الجولان محتلة, ولم يطلق رصاصة على إسرائيل, ترك جزءا من سوريا غنى بالبترول والغاز تحت احتلال أمريكى بالتعاون مع فصيل من الأكراد يقود تنظيم قوات سوريا الديمقراطية(قسد), قتل مليون سورى وشرد 10 ملايين.
بشار لم يهرب من سوريا وهى جنة مزدهرة, ولايمكن أن نطلب من من يتولى الحكم إصلاح ميراث أكثر من 50 عاما من النهب والقتل والسجن فى يوم واحد.
بشار ترك سوريا مزرعة للأطماع الإيرانية , ونشر فيها الطائفية والفساد حتى أصبحت أكبر مصنع لمخدر “الكبتاجون” فى العالم, وما من بيت فى سوريا إلا وعانى من الحرب!
سوريا الآن تعيش حالة من الفوضى, قوات من روسيا وإيران وتركيا وأمريكا وإسرائيل على أبواب حدود الجولان, والعالم العربى لايملك شيئا أمام جيوش تحارب تريد نصيبها من الغنيمة.
إن سوريا ليست وطنا عاديا فى مساحته وحدوده وتاريخه وموقعه فى قلب العالم. إن العالم يراقب الآن مايجرى فى سوريا, وينتظر نتيجة هذا الصراع, وهل يمكن أن تتحرر سوريا من الوجود الأجنبى, وتعود لشعبها ترفع راية الأمن والاستقرار والحرية؟.
الشعب السورى هو الأحق بأن يعود إلى أرضه ووطنه بعد سنوات غياب طالت.
لم يعد أمام سوريا الشعب والوطن غير أن تتوحد جميع القوى فيها لتعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن العزيز.
كانت سوريا وستبقى من أهم قلاع الأمة العربية موقعا وتاريخا وشعبا ودورا , ولا أعتقد أن العالم العربى يمكن أن يفرط يوما فى سوريا الدور والمكانة.
إن مايثير القلق الآن هو مايمكن أن يترتب على سقوط النظام السورى من تداعيات خطيرة تترتب على تحفز القوى الارهابية للقفز محل النظام الآفل.
غير أن اللافت للنظر أن أبا محمد الجولانى زعيم مايسمى”هيئة تحرير الشام”, وهو التنظيم الذى شن هجوما واسع النطاق على معظم الأراضى السورية يحاول الظهور كسياسى منفتح يؤمن بدولة المؤسسات, ولذا بدأ بالتخلص من كنيته والظهور بإسمه الحقيقى وهو أحمد حسين الشرع, ويحاول الجولانى شطب ماضيه مع تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوى زعيم تنظيم التوحيد والجهاد فى العراق عام 2003 قبل أن تعتقله قوات الاحتلال الأمريكى لمدة خمس سنوات, وبعدها استأنف نشاطه فى صفوف تنظيم دولة العراق الاسلامية بقيادة أبو بكر البغدادى ليصبح فى عام 2011 مسئولا عن عمليات ماسمى دولة العراق الاسلامية فى كامل الأراضى السورية, وفى يناير 2012 أعلن تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام, وأصبح قائدها, ودعا السوريين لإسقاط الحكومة السورية, وحين أعلن البغدادى فى أبريل 2013 إلغاء مايسمى دولة العراق الاسلامية وجبهة النصرة ودمج التنظيمين فيما يسمى “الدولة الاسلامية فى العراق والشام” داعش رفض الجولانى هذا الامر, وأعلن مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى حتى يوليو 2016 حين أعلن فك ارتباط تنظيمه بالقاعدة وتغييرإسمه إلى جبهة فتح الشام, وبدأت محاولات الجولانى لغسل سمعته فى عام 2013 عندما زعم أنه لايؤيد ماتذهب إليه تنظيمات إسلامية من إطلاق للتفكير وقال:نحن لانكفر المسلمين, فتكفير المسلم بحاجة إلى فتوى لأنه من اختصاص أهل العلم, ولذلك نترك الأمر فى الحكم بالتفكير للمحاكم الشرعية والعلماء ليقرروه وفق ضوابط الشريعة الاسلامية.
سألنى الرأى عما يجرى فى سوريا, وهل تحررت سوريا فعلا, وكم من الوقت ستبقى حرة, وماذا عن الجولان؟ قلت له : إن الجو مليىء بالغبار الشديد, وعلينا الحذر. سوريا مستقبل غائم ودروس مستفادة, فرغم أن بشار ديكتاتور , إلا أن ماحدث ليس ثورة, والقادم أسوأ للأسف الشديد, والحقبة الأسدية انتهت عمليا وسوريا مقبلة على حالة أفغنة مرعبة, ومقبلة أيضا على سنوات من الفتن والاقتتال الأهلى والنهب الخارجى , وستتحرر الجولان بإذن الله, ولكن ليتذكر الجميع من الذى باع الجولان؟ الجولان أضاعها الطغاة, والطغاة لايحفظون وطنا, ولا يحمون شعبا, والطغاة يستمتعون بالنهب والقمع وهم الأداة المفضلة للمحتل.
أنا من أنصار أن التاريخ يعيد نفسه, ولا أجد جديدا يحدث, فعلى مر العصور يتم تدمير كل الدول المحيطة بمصر , وتبقى مصر متماسكة متحدية كل المؤامرات, فمنذ الهكسوس, ومرورا بالفرس والمغول والصليبيين, ووصولا للربيع العربى تبقى مصر صامدة.عشت يابلادى أبية متحدية صابرة, وستظل كما وصفنا سياسى ليبى كبير حين قال لى: مصر جبارة بأبنائها.
تسقط الدولة عندما يظن ويفعل الحاكم كل شىء تحت شعار ” أنا الدولة”.
قيل لحكيم: إن فلانا يمشى فوق الماء فقال: هذا غير مهم, لوح الخشب يطفو فوق الماء, فقالوا له: إن فلانا يطير, فقال هذا أيضا غير مهم, إن الذباب يطير! فقالوا له: إذن ماهى المعجزة؟ , قال لهم :المعجزة هى أن تمشى بين الناس, وتصبر على أذاهم, ولا تفقد مبادىء الأخلاق, فلا تكذب, ولاتسرق, ولاتخون, ولاتغش, ولاتغتاب, ولاتكسر قلوبهم, أما غير ذلك فلا يهم .
حتى لاننسى: فى 14 ديسمبر عام 2008كان الرئيس الأمريكى جورج بوش يزور العراق, ويوقع فيه مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية, وقد تعرض الرئيس الأمريكى أثناء مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء العراقى إلى قذفه بفردتى حذاء من قبل مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدى