*جيش سوريا “القوي” يتمزق لصالح إسرائيل طبعا
*مكافأة الـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الرئيس الجيلاني
* القرداحة قرية الكبار تتحول إلى مركز للشتم والسب
*لم يستطيعوا الصبر عدة أيام .. خلافات صارخة بين أعضاء الفصائل
*********
يخطئ من يتصور أن نظام بشار الأسد في سوريا قد انهار بهذه الصورة المخزية في تلك الدقائق المعدودة..
أبدا.. هذا الجهاز لفظ أنفاسه بعد تعيين بشار بشهور قليلة خلفا لوالده في 17 يوليو عام 2000 من خلال سيناريو مكشوف لكن أعد له إعدادا صارما ومنضبطا.
وبدأ الرافضون له ولوالده يضغطون بشدة من أجل إزاحته ولم يتمكنوا نظرا للمنظومة التي وضعها بشار والتي تقوم على ترسيخ قاعدة الحكم بشتى ألوان الضغط والتعذيب حتى حدث ما حدث يوم 8 ديسمبر 2024 الحالي.
***
وغني عن البيان أن سقوط بشار بهذه الصورة الدراماتيكية يحمل العديد من المتناقضات والكثير من الإصرار على الاستمرار في الحكم ضاربا عرض الحائط بآمال شعبه أو طموحاته أو رغبته في التحرر من الطائفية الرديئة.
وما يدعو للدهشة ويثير تضاربات الأخذ والرد والانتقاد بين عشية وضحاها من زوايا الضيق والخوف والبقاء مسلحا بشتى ألوان الأسلحة أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد رصدت 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن أبو محمد جولاني القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام المسلحة وأمير جبهة النصرة وهي الفرع السوري لتنظيم جبهة القاعدة ثم انفصاله عنها.
الآن.. أمريكا تجيء علنا وجهارا نهارا لتعلن العثور على جيلاني الصيد السمين بالنسبة لها والذي سوف تسدد له الـ10 ملايين دولار قيمة المكافأة التي سبق الإعلان عنها رغم أن الهدف الصعب هو نفسه أبو محمد الجولاني والذي عهدت إليه وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بالمشاركة في إسقاط نظام الأسد بل وتكليفه رسميا بالإجهاز على بشار الأسد مع إسقاط اسمه من قوائم الإرهابيين وهكذا تحول من عدو غادر إلى حليف ينال التأييد بل والترحيب من جانب الأمريكان.
***
وبعد ساعات من ممارسة الجيلاني لنشاطاته بادرت إسرائيل بشن غارات متتالية بطائرات الـاف 16 والصواريخ الموجهة عابرات القارات ضد سوريا لتحطم معظم طائرات سلاح الجو السوري وجميعها على الأرض ومعها مخازن الأسلحة ومراكز التدريب.
وهكذا يتبين أن أمريكا وإسرائيل تنفذان الخطة المشبوهة خلال أقصر فترة زمنية ممكنة ليلحق جيش سوريا القوي بجيش العراق القوي أيضا وبذلك تصبح هزيمة الأطراف الأخرى أمرا يسيرا ونتائجه أسهل وأسهل..
ثم..ثم.. يجيء الجيلاني ليصدر بيانا مثيرا للذهول أيضا يقول إن الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد الأهداف السورية داخل أراضيها تتم بالتنسيق معهم..!
يعني.. هل يقصد أنهم سوف يعيشون صاغرين لسلوكيات إسرائيل وتصرفاتها وبرامجها المقيتة أم أن ما يقوله الآن سوف يغيره غدا أو بعد غد حتى يتمكن من ترتيب أركان حكمه فيما بعد؟!
***
على الجانب المقابل من الصعوبة بمكان أن تأمن إسرائيل لواحد من ألد أعدائها بل وأن يكون ذراعها الطويلة لتحقيق جرائمها المقيتة والكريهة وهم يقفون متفرجين.
***
ثم..ثم.. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الغزاة الجدد جاءهم من يبلغهم بأن بلدة القرداحة التي اتخذ منها بشار الأسد مركزا لتعيين كبار رجال الحكم باعتبارها القرية التي تستضيف مدفن الرئيس الأب الراحل حافظ الأسد حيث يمكن القول إن معظم كبار المسئولين طوال الخمسة عشر سنة الماضية جاءوا من هذه القرية وطالما استقبلوا في مقر العاصمة دمشق بالتصفيق والترحيب وإطلاق الزغاريد..!
الآن باتت هذه القرية خاوية عن عروشها منذ أول أمس لم يزورها أحد اللهم سوى مجموعة مصغرة من الجنود سرعان ما انصرفوا وأخذ هؤلاء الجنود يدلون بتصريحات قالوا فيها إن هذا اليوم من أسعد أيام حياتهم وأنهم لم يأتوا لهذا المكان إلا بناء على تعليمات قاسية ومشددة وبالتالي لم يكن في مقدورهم رفض تنفيذ التعليمات وإلا تحولوا إلى جوار حافظ الأسد ذاته..!
***
الأهم والأهم الآن..!!
إلى أي مدى تستمر العلاقة الطيبة بين أعضاء الفصائل الذين شاركوا في إسقاط بشار وهم الذين حتى أمس يتبادلون التحيات والتهاني والأبيات الطيبة يقولون إنهم ما إن تسلموا خطاب الجيلاني الذي يطلب منهم فيه ترشيح بعض أعضاء الحكومة حتى هاجوا وماجوا وهددوا بالانسحاب من التنظيم الذي شاركوا جميعا في إعداده وانضباطه وتقديم مصلحة سوريا على مصالحه الخاصة..!
لكن كما تعلمون السلطة لها بريقها ولها أيضا عاشقوها وبالتالي فليس مستبعدا أن تجري عمليات انسحاب منظمة أو غير منظمة أو أن تلتزم بالهدوء أو تثير الرياح العاتية.
تلك هي الصورة الكاملة لنظام عربي كم نأمل أن يظل في مأمن من الانكسار والخضوع والاستسلام و..و.. البكاء على اللبن المسكوب.
***
في النهاية تبقى كلمة:
في مثل تلك المناسبات المفصلية يجد الإنسان راحته في قراءة بعض آيات من القرآن الكريم التي تضمن له أمانا نفسيا وجسديا.
بسم الله الرحمن الرحيم:
“أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهۡجَةٖ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ يَعۡدِلُونَ (60) أَمَّن جَعَلَ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَجَعَلَ خِلَٰلَهَآ أَنۡهَٰرٗا وَجَعَلَ لَهَا رَوَٰسِيَ وَجَعَلَ بَيۡنَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ حَاجِزًاۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (61) أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّن يَهۡدِيكُمۡ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَمَن يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦٓۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ تَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ” .
صدق الله العظيم..
***
و..و..شكرا