بدعم ومباركة أمريكا وبريطانيا وتركيا وإسرائيل ودول خليجية، وأخطاء داخلية عديدة .. نجحت هيئة تحرير الشام بقيادة ابومحمد الجولاني – الذي عاد إلى إسمه القديم أحمد الشرع ليتناسب مع طبيعة المرحلة – في إسقاط نظام بشار الأسد، بعد 13 عاماً من إندلاع الثورة السورية في 2011، ليُكتب صفحة جديدة من تاريخ سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، مرحلة تتصارع فيها جميع القوى الإقليمية والدولية على أرض الشام، مرحلة مجهولة الحاضر.. مضطربة المستقبل.. الخطوة القادمة فيها غير معلومة .. وما بين فرحة الثوار وقلق أنصار النظام المنتهي وترقب الشعوب العربية.. ونشوة إسرائيل وتمددها.. وفرحة تركيا وارتياح أمريكا وبريطانيا.. أصبح الجميع لاعبين في المشهد السوري، تنتشر عشرات الجماعات المسلحة على كامل التراب السوري .. تواجد دائم وغير معلوم النهاية للقواعد الأمريكية والروسية والتركية.. علاوة على تواجد عناصر أجهزة مخابرات أكثر من 20 دولة.. لذا أصبحت سوريا تواجه خطر وجودي قد ينتهي – بحسب تقارير سياسية – إلى الفوضى والحرب الأهلية ونموذج الدولة الفاشلة منزوعة السلاح على الطريقة الصومالية، خاصة بعدما دمرت إسرائيل اغلب أسلحة الجيش السوري دون ردة فعل من الحكام الجدد!!..
الجولاني قائد هيئة تحرير الشام – التي تتجه أمريكا وبريطانيا لرفعها من قوائم الإرهاب- والذي خصصت أمريكا 10 ملايين دولار لمن يدل بمعلومات عن اماكن تواجده.. بات مكانه معلوم، بل أن واشنطن تخطب وده وقد تعقد معه صفقه سياسية من النوع الذي تحبه: «الولاء مقابل الحكم»، الجولاني بعث رسائل طمأنه للجميع، وأعلن تخليه عما تعلمه في تنظيمات القاعدة وداعش.. واستبدل لغة القتل والدمار بالدعوة للحوار.. واستبدل النداء علناً بإعدام المخالفين سياسياً ودينياً بتصريحات متلفزة عن التسامح والتعايش السلمي، واستطاع في هدوء عقد تحالف مع قوى إقليمية ودولية كانت تصفه لوقت قريب بـ«الإرهابي» ليقود سوريا ما بعد بشار الأسد وبعد 53 عاماً من حكم الأسرة العلوية.. ويحاول خلال تصريحاته الأخيرة إثبات أنه صاحب مشروع سياسي.. وفق تقارير مخابراتية.. مشروع تم الإعداد له جيداً داخل تركيا وخارجها على مدار سنوات.. لذا يتبنى خطاب تصالحي مع الجميع يتنافى مع نشأته في كنف الجماعات المسلحة.. المراد أن يشعر الجمهور العربي في سوريا وخارجها أنه أمام رجل سياسة وليس رجل حرب وقتل.. فهل ينجح في هذا التحول؟!.
الجولاني في تصريحاته طمأن الشعب السوري بأن الثورة سلمية وأنه لا مساس بأحد ما لم يرفع السلاح، وطمأن القوات الأجنبية المتواجدة في سوريا بأنها مستمرة حتى انتهاء المهمات الخاصة بها، وطمأن المجتمع الدولي بأن عملية انتقال السلطة سوف تتم دون قتل أو دماء، وأن البعثات الدبلوماسية لن يتم المساس بها، ودعا لحكومة إنقاذ وطني لا إقصاء فيها، يتبقى أمامه فقط تحدي قبول باقي الجماعات المسلحة في سوريا الانخراط في عملية سياسية يترتب عليها إعادة تشكيل مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس وبرلمان ومجالس بلدية، وتعزيز المؤسسات الدستورية، والبداية إعلان تشكيل حكومة إنقاذ برئاسة المهندس محمد بشير، والذي كان يتولى رئاسة حكومة هيئة تحرير الشام في إدلب منذ فبراير 2024.. الجميع يترقبون على أي قواعد سوف يتم تشكيلها.. كـ«عنوان عن المرحلة القادمة».
وكشفت تقارير مخابراتية كواليس الساعات الأخيرة في عمر نظام بشار الأسد حيث شهدت مدينة غازي عنتيب التركية إجتماعا الخميس الماضي ضم رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالن ورئيس جهاز أمن الدولة القطري خلفان الكعبي ورئيس وكالة الاستخبارات المركزيّة الأمريكية وليام بيرنز ومسئولين من أجهزة استخبارات خليجية وممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة التي اتخذت من المدينة مقر لغرفية العمليات، وذلك للتحضير لسقوط الأسد، ثم عقد اجتماع الدوحة الأول الذي ضم تركيا وروسيا وإيران وقطر حيث لم يتمسك ممثلو موسكو وطهران ببقاء بشار، ووضح أن روسيا تريد عقد صفقة مع أمريكا في أوكرانيا.. وإيران مشغولة بالفوز بالملف النووي حتى لو باعت كل أذرعها في الشرق الأوسط، فهي تدرك أن أي خسارة مؤقتة يمكن تعويضها، إنما امتلاك القنبلة النووية يحميها من مخطط نهاية الزمان بحسب تفكير قادتها، الذين يرون أن أي عدو سوف يفكر كثيراً قبل ضرب دولة نووية…
وأكدت التقارير أن عواصم عربية شهدت عدة اجتماعات، انتهت إلى توافق على أن تسليم دمشق للجماعات المعارضة دون مقاومة من جانب الجيش السوري وخروج بشار الأسد من السلطة، هو الحل الأمثل لتفادي حمامات الدم الكبيرة التي كان يمكن أن تحول سوريا إلى أفغانستان أخرى، ويكون لها آثارها المدمرة على المنطقة بالكامل.. بشار الذي لم يسمع نصائح المخلصين خلال الأعوام الأربعة الماضية.. ادرك أن تفاهمات عديدة تمت على رقبته، وأن الرحيل وتجنيب نفسه وأسرته خطر التصفيه والقتل، وتجنيب بلده حرب أهلية عين العقل والحكمة فوافق على المغادرة مرغماً.. لذا ما حدث في سوريا منذ 27 نوفمبر وحتى رحيل بشار 8 ديسمبر ليس إلا تسليم وتسلم، فلا يوجد اشتباك ولا مقاومة.. بل أن الجيش السوري تبخر رغم كل التقارير التي كانت تتحدث عن أن حمص ودمشق سوف تكونا أم المعارك بالنسبة للنظام.. ويبدو أن النظام الذي أنهكت قواته في قتال متواصل على مدار 13 عاماً، فقررت التخلي عن رأس النظام وتركه إلى مصيره، بعدما تحولت عقيدتها القتالية من مواجهة العدو إلى مواجهة أبناء الوطن.. وهو خطر لو تعلمون عظيم.. ودرس لجميع جيوش المنطقة والعالم…
وقالت مصادر مطلعة أن المفاوضات التي جرت في الدوحة بين روسيا وإيران وتركيا ومصر والإمارات والسعودية وقطر انتهت إلى إتفاق تسليم الحكم في سوريا للمعارضة وأن يغادر بشار الأسد وأسرته وأركان حكمه إلى الإمارات ثم تغير الأمر ليسافروا إلى روسيا، حيث وجد أن موسكو أكثر امان وهناك يمكن حمايته سواء من التصفية أو المحاكمة، بعكس الإمارات التي قد توفر له حماية أمنية لكنها لا يمكنها حمايته قضائياً، وإن كانت حياته في خطر فلا توجد ضمانات دائمة، كما قدمت هيئة تحرير الشام تعهد لجميع الأطراف بعدم التعرض للأقليات الدينية والمذهبية والمراقد الدينية المقدسة، والحفاظ على مؤسسات الدولة على ان يبقى رئيس الحكومة السورية الحالي مؤقتاً، للادارة الحكم مع الوزراء، بضمانة تركيه، وعدم السماح باي عمليات تطهير عرقي او ثارات او نهب المؤسسات، والحفاظ على الجيش وعدم تفكيكه، وتقديم تعهدات بمنع اي تهديدات تمس دول الجوار.
والواقع أن سوريا سقطت مخابراتياً قبل أن تسقط عسكرياً أو سياسياً.. فالدولة التي لا تعمل فيها المخابرات وفق خطاب سياسي وطني واضح تسيطر عليها المصالح الفردية لحظة السقوط، وهو ما حدث في سوريا، خاصة بعدما أدرك بشار تخلي روسيا وإيران عنه، لذا قرر بعد مشاورات مع أصدقاءه داخل سوريا وخارجها أن يترك الحكم، وبدأ يرتب للهروب، ويبدوا أن كبار مساعديه سربوا القرار لقيادات الجيش وعناصره، ومن هنا قرر الجميع أن يتركوا الميدان ولا يطلقون طلقة واحدة، وتبخر الجيش السوري خلال ساعات في مفاجأة للجميع.. نعم .. بشار الأسد فلت من التصفية أو المحاكمة الجنائية، إلا أن سوريا بعد 13 عام من الحرب الأهلية سقطت وأصبحت ملعب للكثير من الدول والجماعات المسلحة ومناطق النفوذ.. وبات المستقبل في البلد العربي الشقيق غامض وغامض جداً وكل فريق يفسره بحسب مصالحه الشخصية والشخصية جداً.
يتسأل الكثيرون عن القادم .. وسط مخاوف من هيئة تحرير الشام التي تقود التحول السياسي في سوريا ما بعد بشار؟ وما هي أفكار وتحولات ابومحمد الجولاني عن الجهاد والموقف من الآخر؟ وهل حقا أن السقف المسموح به داخل هيئة تحرير الشام هو الجهاد داخل الحدود الوطنية أو الإقليمية دون المساس بإسرائيل أو المصالح العالمية فيما يسمي بالجهاد العالمي؟… هل الجولاني سوف يستمر طويلاً في حكم سوريا أم يتم التخلص منه قريباً وقريباً جداً؟!.
من أجل استيعاب خطط غرف المخابرات العالمية السرية، وما تم التوافق عليه من أجل تمهيد المنطقة لصناعة خرائط جديدة أو ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم دول المنطقة إلى عدة دويلات طائفية وعرقية متناحرة من أجل تحقيق السيادة الإسرائيلية على المنطقة بدعم التحالف الصهيوامريكي .. يبقى من المهم معرفة أن الجولاني يؤمن بالجهاد داخل الحدود وليس الجهاد الإقليمي أو العالمي، وهو ما يعرف بـ«الفقه الطالباني»، وقطر هي عراب هذه الفكرة.. فكرة الإمارة الإسلامية طالبانية الفقه، والتي تلعب فقط تحت سقف الجهاد المحلي داخل حدود إمارة أو حركة تحكم دولة.. قطر لعبت الدور السياسي لإيصال فكرة حركة طالبان للغرب، وبالتالي تم قبولها من أمريكا والغرب.. وهي تطبيق الشريعة مع الحفاظ علي طبيعة وتقاليد المجتمع الداخلية كإحترام طالبان لخصوصية القبائل الباشتونية في أفغانستان رغم تطبيق الحكم الديني.. وعدم تهديد مصالح الغرب الخارجية.
قطر كانت عراب التواصل بين طالبان والأمريكيين في نشر فكرة الإمارة الدينية التي لا ترفع شعارات حكم الأمة أو الخلافة أو تحرير القدس أو التمدد نحو الخارج.. مشروع الإمارة الدينية الطالبانية التي تسقط الحكم داخل أوطانها، لكن لا تتمدد ضد أمريكا والغرب.. والمشروع كان جاهزاً للتفيذ في غزة ولبنان وبقبول أمريكي وإسرائيلي لو لا الوحدة الوطنية الفلسطينية والوعي بمفهوم الوطن الواحد، ولذا خرج السنوار من المعادلة، وتم غلق مكتب حماس في قطر عقاباً على ذلك، ومن بعده تم إغتيال حسن نصرالله الذي كان يهتم بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومحاولة العمل تحت شعار وطني واحد معها.. السنوار ونصر الله كانوا رجال وطنيين.. دافعا عن أوطانهم باقتناع وإيمان ولم يكونا طلاب سلطة أو حكم لذا التخلص منهم كان على رأس أولويات واجندة صانع القرار العالمي.
إذن أحمد الشرع «ابومحمد الجولاني» قائد هيئة تحرير الشام يسير على نفس طريق طالبان في الانفصال عن القاعدة، وعلي منهج احترام طالبان لخصوصية تقاليد المجتمع القبلي المتنوع، وعدم معادة أمريكا وحلفائها وباقي الدول الأجنبية، وهكذا يقدم الجولاني نفسه من خلال مشروع إمارة دينية منفتحة علي كل مكونات المجتمع السوري وكل الطوائف منذ عهد الأمويين، لذا أعلن حرية المعتقد والملبس، فالمشروع الديني الذي يحرص الجولاني على تقديمه والحديث عنه للجماهير في سوريا وخارجها هو مشروع منفتح في قبول الآخر .. وقطر هي من بشرت بفكر الجولاني المنفتح وحجزت له مقعد للتفاوض مع أجهزة المخابرات الغربية.. لذا حظي بقبول كل اللاعبين الدوليين، وتتجه أمريكا وبريطانيا لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب.. فالقاعدة الانجلوسكسونية: «أي فيصل إسلامي أو جهادي يحقق مصالحنا سوف يحظى بالحماية والاعتراف والدعم المالي والسياسي والعسكري، وأي فصيل ضد مصالحنا يصنف حركة إرهابية وتنظيم ارهابي ويتم محاربته وتدميره» .. وعلى مدار عقود طويلة تجد الغرب يدعم أي نظام ديكتاتوري طالما يحقق مصالحه، ويرفض الإعتراف بأية انتخابات ديمقراطية لأنها جاءت بخصم أو لاعب ليس تحت السيطرة…
الجولاني قدم نفسه بشكل شديد السلمية، وعد بالخروج الآمن لكل الجنرالات السوريين بمجرد ترك السلاح والمواقع، وكان يترك المدن تحت قيادة المسئولين السابقين ليتوجه لفتح مدن أخري حتى وصل إلى دمشق.. واليوم يواجه مجموعة من التحديات أبرزها كيفية إدارة المرحلة الانتقالية، وطريقة تشكيل حكومة الإنقاذ والتعامل مع باقي الملفات الخلافية، والموقف من القواعد والقوات الأجنبية في سوريا، وكيفية مواجهة احتلال إسرائيل لنحو 260 كم مربع في سوريا؟!.. تحركه في تلك الملفات سوف يحدد مستقبله ويرسم ملامح مصيره.. البدايات وحدها غير كافيه للحكم على رجل يحظى بثقة تركيا وإسرائيل وامريكا وبريطانيا وقطر .. فلا خير يأتي للمنطقة من هؤلاء.. مهما أدعوا غير ذلك ومهما ارتدوا من أقنعة.. سهل أن تنتقد الجالس على كرسي السلطة.. وسهل أن تنصب له المحاكم.. المهم عندما تتولى السلطة بعده ألا تكرر أخطاءه، وألا تكون صاحب أطماع شخصية، وألا تكون قادم بصفقه ودعم مع خصوم بلدك .. وقتها سيكون الموت أو الخلع مصيرك .. مهما امتلكت من ذكاء.. فالشعوب لا تغفر الخيانة، والأعداء لا يثقون في من باع بلده مهما استفادوا منه…
بوضوح تركيا هي عراب المشروع الجديد في سوريا على المستوى العسكري واللوجيستي، وهي من تتحكم في السلطة الجديدة لاعتبارات مختلفة، كما أن جماعة الإخوان التابع لها رجب طيب اردوغان، قد تكون الأكثر جاهزية للفوز بأية إنتخابات قادمة في سوريا، وربما هذا يفسر ترحيب الإخوان في كل أنحاء العالم بالحكم الجديد وإسقاط نظام بشار الأسد، كما أن قطر هي العراب السياسي لهذا المشروع، وأصبحت الدوحة عنصر مهم في النظام العالمي، فهي دولة تجهيز الملفات القذرة الخاصة بالشرق الأوسط وإعدادها للتنفيذ، وأصبحت الدوحة عاصمة التفاهمات سيئة السمعة .. ومعقل المباحثات السرية بين الأطراف المتصارعة.. والبلد الوحيد في الشرق الأوسط المسموح لها بتوفير ملاذ آمن ومكاتب مصالح للجماعات المسلحة، كما أن أحد أهم أسباب تفجير سوريا من الداخل هو رفض بشار الأسد مرور خط الغاز القطري إلى أوروبا عبر بلاده، حماية لمصالح حليفته روسيا، فهل ستقبل موسكو باعادة احياء هذا المشروع الذي يهدد مصالحها الاستراتيجية من جديد؟!…
قال خبراء أن ما يحدث في سوريا سوف يساهم في سايكس بيكو جديدة لخارطة الشرق الأوسط، مؤكدين أن أهم ادوات اللعبة العالمية الاستخباراتية تقوم على استغلال غيبوبة وغضب الشعوب لتمرير دوامات سياسية وتناحرات عسكرية ترسم خرائط دم جديدة .. وهذا ما حدث في الصومال والعراق والسودان وتونس وليبيا واليمن وسوريا وينتظر أن يطال الجميع.. الكثير من الشعوب غائبة عن التقييم السليم .. قد تفرح لسقوط ديكتاتور وهذا حقها، لكن استبدال طاغية بطاغية، يجعل شعوبنا كمن يستجير من الرمضاء بالنار، وهنا يكمن الخطر .. وهنا يجب ألا تتسرع في إصدار أحكام على ساكن قصر دمشق الجديد.. المواقف وحدها من تكشف البشر.
ويبقى السؤال: لماذا صانع القرار العالمي يريد للعرب .. الاختيار الاجباري ما بين العلقم والمر.. لماذا الشعب السوري عليه أن يختار بين بشار الأسد ونظامه أو الجماعات المسلحة .. وكأنه لا يوجد خيار ثالث يمكن أن يختاره السوريين؟ .. ليس مطلوب إرغام السوريين ما بين الديكتاتورية العميلة والجماعات المسلحة العميلة!!.. ليس ملزم الشعب السوري أن يتخلص من ديكتاتور من أجل أن يختار أن يحكمه قتلة مأجورين.. النتيجة ستكون قتل ودمار وحرب أهلية.. والأيام القادمة كاشفة.. في سنوات حكمه الأولى بشار كان يرتدي قناع الملاك الطيب وانتهى الأمر بأنه قتل مئات آلاف من شعبه وسجن 300 ألف وهجر ملايين ودمر بلده بالكامل ثم هرب إلى موسكو، والآن يُقدم لنا الجولاني – الإرهابي خريج تنظيم القاعدة وداعش الغير معروف جذوره ونسبه على وجه اليقين – نفسه بوجه ملائكي إصلاحي متسامح يدعو للتعايش السلمي.. والأيام سوف تختبرنا فيه، وسوف نرى إلى أي مدى هو صادق فيما يدعيه بأنه رجل مسالم .. يريد مجتمع يتعايش فيه الجميع .. وسوف نرى إذا كانت هل هذه قناعاته الجديدة أم تعليمات من دربه وجهزه للمرحلة الحالية ليرسم صورة ذهنية معتدلة في عقول الجماهير؟!.. خاصة أن موقفه من أمريكا وإسرائيل حتى الآن عبارة عن خضوع واستسلام، ولا علاقة له لا بجهاد ولا وطن.. فأول اختبار أمام الجولاني – الذي عاد إلى إسمه القديم «أحمد الشرع» ليتناسب مع مرحلة التمكين والحكم المختلفة عن مرحلة الجهاد- أول إختبار سيكون موقفه مما تفعله إسرائيل في سوريا منذ تسلمه مقاليد السلطة.. ردة فعله سوف تكشف الكثير وتظهر انحيازات الرجل وقوته.