**إنها مباراة الغرائب والعجائب ..ليس لأن لقاء الأهلي وإنبي انتهى بالتعادل على ملعب المقاولين الذي لا يتفاءل به اللاعبون ولا الجماهير وأطلقنا عليه مؤخرا مستشفى المقاولين، لكثرة الإصابات للتي يتعرض لها لاعبو الأهلي على هذا الملعب الغريب ، ولكن لأنه لن يصدق خبير في الكرة او مجرد متفرج عادي أن فريقا يستحوذ على ٧٥% من اللعب ثم تأتي النتيجة مخيبة بكل المقاييس لآمال الفريق الأكثر استحواذا ..
**ليس ذلك فقط، بل -كما اجمع خبراء التحليل – ظهر الأهلي المتطلع لصدارة الدوري لا يملك الإمكانات الفنية ولا الذهنية لتحقيق الفوز على أحد فرق المؤخرة، والذي فاز عليه كثيرا في سابق المباريات والأيام ، ليفرط في فرصة ذهبية خرج منها بنقطة تعادل مشكوك فيها لأن المنافس المتواضع أهدر ركلة جزاء مستحقة بقدم كالوشا في الدقيقة ٨٥ من المباراة وكادت تعطي النقاط الثلاث لإنبي على طبق من ذهب كفرصة للتحرك للأمام في الدوري الاستثنائي الملىء بالمفاجآت واعتقد أن القادم من المباريات يحمل منها الكثير ..
**ربما لم يتعامل كولر مع مجريات المباراة على النحو الصحيح ، لكن من المفترض ألا يخفى عليه كمدرب قدير أن منافسه جاء إلى ملعب المقاولين بطموح محدد -وليس بمحدود – وهو تحقيق التعادل من براثن النسر الذي تخشاه جميع الفرق ويعملون له ألف حساب.
**نجح مدرب إنبي في إغلاق المباراة تماما أمام لاعبي الأحمر وترك لهم الاستحواذ في منطقة التحضير ، وكون سدا من خرسانة مسلحة كما راقب وسام أبو علي – مكمن الخطورة في الفريق -ولم يظهر له بديل ليخفف عنه عناء الرقابة ويتفاهم مع خط الوسط لأن مروان عطية لم يكن في افضل حالاته اليوم ولم ينجح في قيادة الوسط لمساندة الهجوم..
**تمثل الفارق يين الفريقين في احتساب ركنيات عديدة للاهلي لكن غاب عنها رأسية ربيعة أو ياسر إبراهيم بل أن الاخير تسبب في ركلة جزاء وكانت السماء رؤوفة بالجماهير الصابرة والمغامرة في حضور المباراة في درجة حرارة بلغت ١٥ درجة وبرد ساد ستاد المقاولين مصحوبا بسحب من سوء الحظ وعواصف الإخفاق والتراجع المشين!
**لم يتقدم كولر بأي حلول سريعة -للأسف- ربما لانه يرى أن دكة البدلاء ليست كما يريد ، وكان ينتظر هبوط المصاب طاهر محمد طاهر لينجز المهمة التي عجز عنها أفشة او حسبن الشحات بعد التبديل ، وبالمناسبة لقد ظلم كولر اللاعب الناشىء سمير محمد في مباراة يحمل لها الجمهور ذكرى سيئة لزمن طويل ،وبالنسبة لسمير محمد نفسه لم يسعده الحظ بتسجيل هدفا كان في الإمكان وبذلك تأجلت شهادة ميلاده إلى حين.
**لن أتحدث عن الأهلي ولقائه القادم في الجزائر بعد أيام، لأنني أثق أن لاعبي الأهلي لن يستهينوا بالخصم كما فعلوا اليوم بإنبي المكافح والذي ذكرني بحكاية الأرنب والسلحفاة وسباقهما الذي انتهى بفوز السلحفاة لأنها امتلكت العزيمة والتصميم ،بينما الأرنب أخذه الغرور والاستهتار فخسر بالتأكيد!
ولكني أردت فقط الخروج بنقطة إيجابية من اللقاء-وأرجو ألا يختلف معي الأصدقاء – أنها لأول مرة منذ أيام مباريات العظام الهواة المجيدة في الخمسينات والستينات ، ألمس مشروعا للنهوض بالكرة المصرية من خلال فكرة الدوري الاستثنائي الذكية حيث أصبحنا نلاحظ حدوث المفاجآت بقوة في لقاءات الكبار و الصغار..
لم يعد هناك من فريق يضمن الفوز قبل نهاية صفارة الحكم بل أن العشر دقائق الأخيرة من كل مباراة -ومهما كانت النتيجة-تأتي ساخنة بكل المقاييس وهذا يشير بوضوح إلى إعادة ترتيب في المراكز والمقاعد في الدوري -كبارا وصغارا- والمفاجآت واردة فيمن يصل في النهاية إلى المربع الذهبي: الأرنب أم السلحفاة !!
صالح إبراهيم