“كل ثانيه واطيب قلب صديق وقريب عرفته بخير وصحه وسعاده وأمن وأمان وراحة بال،كل ثانيه وانت محب للخير حريص على كل أحبابك وأصحابك،كل ثانيه وأنت خدوم محاولاً قضاء حاجات كل من عرفت ومن لم تعرف،كل ثانيه وانت نعمة من أجمل نِعْم ربنا عليّا،اُشهد اللهَ أنى أُحبك حباً نادراً ما يتكرر فى حياة الإنسان،كل ثانية وأنت طيب يا عليييييوه”
هذه الكلمات الصادقة المعبرة لم يكتبها كاتب محترف للكتابة ولكن خرجت بتلقائية من قلب يحمل مشاعر جياشة تجاه رجل آخر،أما الكاتب فهو الصديق الرائع الحاج أحمد خليل،وأما المكتوب له فهو الحاج علي أبو الخير بمناسبة عيد ميلاده.توقفت كثيراً أمام صدق الكلمات وبلاغتها لأني أعرف الأثنين جيداً وأتعجب من تلك العلاقة النادرة من المحبة والإخوة بينهما والتي تأتي في المرتبة الإولي قبل صلة الرحم حيث أن أحمد خليل هو إبن عمة “علي” وأقرب الناس إليه منذ عودة “علي” من رحلته في المهجر والتي استمرت ثلاثة عشرة عاماً،قرر بعدها بمنتهي الشجاعة أن يترك أمريكا بعد أن وصل فيها إلي إدارة فرع بنك من البنوك في كولومبس أوهايو.تشاور مع ابن عمته الذي يثق فيه فشجعه علي إتخاذ قرار قد يبدو صعب علي الكثيرين ممن هو في نفس موقعه أن يتخذوه فاستقبله أحمد خليل ولم يفترقا يوماً منذ ذلك التاريخ حتي ارتبط الإسمان فلا يكاد أي صديق مشترك لهما أن يذكر أحدهما منفرداً أو بمعزلٍ عن الآخر أدام الله عليهما تلك الأخوة.
عرفت “علياً” عقب عودته إلي مصر من أمريكا،جمعتنا أجمل صحبة في الله ،حيث لا يكاد يمر أسبوعاً علي الأكثر دون أن نلتقي مع مجموعة أخري من الأحباب ممن أكرمني الله بمعرفتهم منذ أن غادرت شاباً مسرح طفولتي الصعيدي لأصطدم بجدران الأسمنت والفولاذ فى المدينة الكبيرة حيث القاهرة التي وصفها المفكرون والشعراء بأنها مدينة بلا قلب،بيد أن هذه الصحبة الجميلة في الله أعادت لها قلبها النابض بالحب للجميع.وهم حسب ترتيب معرفتي بهم الصديق الصدوق والزميل الجميل عصام حشيش الذي سبقني لمعرفة أحمد خليل وعثمان عبد العزيز وعمر كمال رحمه الله وهشام وطارق الطاهر وعلاء عبد الفتاح وحسن عبد ربه وطارق الوزيري طبعا مع حفظ الألقاب والإحترام للجميع.ولأن لكل مجموعة قلب يجتمع الناس حوله فقد كان عمر كمال هو قلب المجموعة،وبعد رحيله احتل علي أبو الخير هذه المكانة الفريدة في قلوبنا كلنا.
خمس دقائق فقط وربما أقل بين مقابلتك لعلي أبو الخير وبين دخوله إلي قلبك وروحك وكل تفاصيلك فهو الولي الحميم الذي لا تسبق علاقتك به أي عداوة فمن كان يملك قلباً مثل قلبه لا يعادي ولا يكره.شخصية جاذبة بشكل عجيب،لا يتواجد في مكان إلا وقد إلتف الجميع حوله.هو طفل بريء عندما يضحك ،وإبن بار يعتبر كل أصدقاءه بمثابة آباء يستحقون تقديره واحترامه،وصديق مؤتمن علي الأسرار ،وأب حكيم إذا نصح،لا تسمع منه إلا خيراً.لو عرف أن بك ما أهمك لا ينتظر ويبادر هو بالتواصل معك.وهبه الله سبحانه وتعالي متعة مساعدة الناس قدر استطاعته،فهو وفور أن يسمعك تجده يقترح عليك بدل الحل عشرات الحلول قد تكون غائبة عن ذهنك المشوش تحت ضغط المشكلة،فإذا بالرجل وكأنه ساحر يجعله الله سبباً في حلها.
علي أبو الخير أو علي عليييييوه كما أطلق عليه أخونا الجميل الحاج سعيد العزب – متعه الله بالصحة والعافية – لا يجد متعة إلا في اجتماع أصدقاءه حوله، فإن حالت ظروف الحياة وقسوتها علي التجمع وصلنا تليفونيا يسأل ويطمئن ولا ينتظر أبداً المعاملة بالمثل، اعتاد أن يكون دائماً إلي جوار الجميع، فإذا كان أحدنا في فرحة نجده مخططاً لكيفية اخراجها بالشكل اللائق،أما إذا كان أحدنا في حزن فهو أول من يصل ويتواصل مع الآخرين ليرشدهم عن المكان والزمان لا تمنعه أية ظروف صحية أو غيرها عن الوقوف بجانب أصدقاءه والسفر لمساندتهم سواء في القاهرة أو الوجه البحري أو حتي أقصي الصعيد مهما كان طول المشوار أو قسوة الظروف المناخية صيفاً أو شتاءً.
سنة جديدة في طاعة الله يا علي،دمت لنا دائماً نعم الأخ والصديق الذي لم يبالغ إبن عمتك أبداً عندما وصفك بأنك نعمة لكل من يعرفك فصفاتك الجميلة إثبات عملي علي أن الخل الوفي ليس أبدا من المستحيلات.نحسبك علي خير يا علي أبو الخير ولا نزكيك علي الله وكل ثانية أنت وأحبابك بخير.