«أن تأتى متأخرا أفضل من ألا تأتي».. مقولة مهمة تنطبق على اللقاء الذى عقده د.مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع عدد من رجال الأعمال والاقتصاديين والمستثمرين يوم الخميس الماضي.
أهمية اللقاء تكمن فى أن هؤلاء وغيرهم هم «صنايعية» الاقتصاد، فهناك «المنظرون» و«المخططون»، لكن يبقى «الصنايعية» هم أصحاب الكلمة العليا الذين يتفوقون دائما فى مشروعاتهم بغض النظر عن «الخطط» والنظريات.
كان ولايزال لدينا فى مصر عدد كبير منهم ويكفى ذكر أسماء طلعت حرب، ومحمود العربي، ومحمد فريد خميس، كنماذج لهؤلاء «الصنايعية» المهرة الذين أقاموا إمبراطوريات ضخمة على أرض الواقع فى مصر، وهناك نماذج عالمية كثيرة فى هذا الإطار أمثال بيل جيتس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربرج وغيرهم كثيرون.
من هنا تأتى أهمية الاستماع إلى هؤلاء والاستفادة بتجاربهم العملية الناجحة، وتذليل العقبات من أجل تعميم تلك التجارب الناجحة، وتشجيع الاستثمارات المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
سألت رجل الأعمال الناجح المرحوم محمد فريد خميس، فى حوار دار بينى وبينه قبل رحيله، عن كيفية جذب الاستثمارات الأجنبية؟ فقال: الاستثمارات المحلية هى التى تجذب الاستثمارات الأجنبية، والعملة الوطنية «الجنيه» هى التى تجذب الدولار والعملات الأجنبية.
لكل هذا فإن حديث المصارحة والشفافية بين رئيس مجلس الوزراء والحاضرين للاجتماع كان ضروريا، وأتمنى أن يكون ذلك اللقاء تدشينا لما يمكن أن نطلق عليه «عصر الصناعة الجديد» خلال المرحلة المقبلة إذا تم الاستفادة بشكل عملى من هذا اللقاء، ووضع الحلول اللازمة للمشكلات التى تم طرحها، ليتحول عام 2025 إلى عام الإنجازات الاقتصادية الملموسة للمواطن المصرى فى مختلف المجالات خاصة ما يتعلق بالصناعة والاستيراد والتصدير وكبح جماح التضخم، وحل المشكلات الاقتصادية المؤثرة على احتياجات المواطن الحياتية.
هناك أفكار إيجابية مهمة يجب الاستفادة منها، إلا أنه على الجانب الآخر تم طرح اجتهادات وأفكار أخرى فى اللقاء لم تكن «إيجابية» وتحتاج إلى الكثير من المناقشة والدراسة مستقبلا، وذلك هو حديث الغد.