هذه الدولة التي جاءها حاكم سوريا الجديد ابن محمد الجولاني.. هل الذين يهرولون إليه اقتناعا به كرئيس دولة لها قدرها وقيمتها منذ زمن بعيد أم من أجل كسب وده حتى لا يجيء يوم قريب أو بعيد يمارس فيه الانتقام من هذا أو ذاك اعتمادا على ما يتوفر له من أسلحة وأدوات مازال يحتفظ بها حتى الآن؟!
***
أقول ذلك بسبب ما نلحظه على سوريا في عهده حيث يسابق الزمن في محو تاريخها القديم والحديث معا ليكتب تاريخا يقوم على أساس تأصيل التطرف وترسيخ الفكر الذي بذلت فيه الدول المحيطة وغير المحيطة مجهودات مستميتة من أجل تنقية البرامج التعليمية والتي كانت تدعو إلى تغذية جذور الإرهاب وتعليم الطلبة كيف يستخدمونه من أجل فرض سطوتهم وسيطرتهم على الآخرين..!
الآن كل كلمة أو عبارة تتضمن اسم الأسد سواء الابن أو الأب يتم حذفها من كتب التاريخ التي يعاد صياغتها من جديد..!!
كل هذا قد يكون مقبولا بحكم الثورة التي اشتعلت ألسنتها في البلاد لكن ما ليس مستساغا بطبيعة الحال أن يحل محلها ما سبق أن رفضه كل من حرضوا على استباحة دم المسلمين أيضا قد صدرت تعليمات بتجنيب الاختلاط بين الطلبة والطالبات بقدر الإمكان وعلى عدم مصافحة المدرسات من جانب زملائهن المدرسين وكل ذلك ولا شك أمر عادي لاسيما بعد أن شاهدنا رئيس الدولة وهو يرفض مصافحة وزيرة خارجية ألمانيا التي جاءت على رأس وفد رفيع المستوى لزيارته مما سبب حرجا للوزيرة ولأعضاء وفدها.
***
على أي حال أنا لا أقول ذلك لإثارة الناس ضد الحكام الجدد بل إني أنبه وأنبه فقط حتى يعلم من تكون الحقائق غائبة عنه وحتى يتفهم السوريون سواء أكانوا من أتباع بشار الأسد أو من معارضيه خلفيات أو أبعاد من يتعاملون معهم والذين وعدوهم بدستور جديد بعد ثلاث سنوات وكأن العجلة لابد أن تتوقف طوال هذه المدة حتى يكون “أعضاء التنظيم” أخرجوا كل ما في جعبتهم..!
***
ثم..ثم.. وهذا هو الأهم من وجهة نظر الجولاني الذي أصدر أوامره لجميع الجماعات المسلحة بتسليم أسلحتهم ومن يتباطأ أو يتأخر عن ذلك يتم القبض عليه ومحاكمته عسكريا..!
وهكذا فإن رفقاء الأمس يمكن أن يتحولوا اليوم أو غدا إلى أعداء ألداء مثلما حدث في كثير من الثورات التي اتخذت لنفسها نهجا سيحقق لها المنفعة وحدها وعلى المتضررين اللجوء للقضاء مع الأخذ في الاعتبار أن القضاء
قضاؤهم والمدارس مدارسهم والمحاكم محاكمهم وهكذا دواليك..!
***
في النهاية تبقى كلمة:
كل هذه الحقائق الواضحة وشبه الواضحة لم تمنع مصر من الوقوف بجانب الشعب السوري والدليل ما قرره الرئيس السيسي بالأمس بإرسال ١٨طنا من المعونات الطبية والغذائية والحياتية بالضبط مثلما فعل مع أهالي دارفور بالسودان ومع السوريين أنفسهم أيام حكم الأسد ومع فلسطينيي غزة وفلسطينيي جنوب لبنان..فهذا شيء وذلك شيء آخر.
***
و..و..شكرا