المؤكد أن الرؤساء الأمريكان ليس جميعهم من الأشرار، بل منهم رؤساء انحازوا إلى الحق والعدل، وكانوا أصحاب ضمائر يقظة، وحس إنسانى رائع، ولعل أبرزهم الرئيس الأمريكى الأسبق الراحل أيزنهاور الذى رفض العدوان الثلاثى على مصر، وقام بانذار الدول المعتدية، وطالبها بالانسحاب دون فرض أى شروط.
يندرج فى قائمة لوحة الشرف للرؤساء الأمريكيين الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر، الذى رحل عن عالمنا يوم الأحد الماضى، والذى لعب دورا بارزا ومحوريا فى السلام فى الشرق الأوسط، وكان رمزا للمؤمنين بالسلام والعدالة فى المنطقة، وقدم نموذجا عمليا للسلام العادل من خلال اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية.
فى ظل تلك الظروف المأساوية التى تعيشها المنطقة حاليا لابد أن نتذكر الرئيس الأمريكى الراحل جيمى كارتر بكل الخير، فقد كان فارسا للإنسانية النبيلة، محبا للسلام، وساعيا إليه بعكس الرئيس المنتهية ولايته الحالى بايدن أكثر الرؤساء دموية وشرا فى تاريخ المنطقة.
خلال أيام تنتهى ولاية بايدن، ويداه مطلختان بدم نحو 50 ألف فلسطينى فى غزة والضفة ولبنان، حيث كان هو اللاعب الرئيسى فى تلك المعركة القذرة، وقدم كل الدعم والامكانات لإسرائيل فى عدوانها الصارخ، وقام بأكبر عملية تمويه وخداع للمجتمعين الدولى والعربى حول صفقات وقف إطلاق النار الوهمية، ليسمح بأكبر عملية إبادة جماعية للشعب الفلسطينى.
أما الرئيس الأمريكى الراحل كارتر، الذى رحل بعد حياة حافلة امتدت إلى نحو مائة عام، فقد تم توقيع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد فى عهده عام 1978 بين الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن، وبحضوره فى كامب ديفيد.
كارتر زار مصر فى 8 مارس 1979، وخرجت صحيفة «الأهرام» يوم 9 مارس وعناوينها الرئيسية «الملايين تخرج لاستقبال كارتر تأييدا لجهود السلام»، والسادات: «مصممون على السلام وعلى حقوق فلسطين الوطنية».
أعتقد أن بيل كلينتون كان الأقرب إلى مسيرة كارتر فى دعم السلام فى الشرق الأوسط، أما أسوأ الرؤساء الأمريكيين على الاطلاق فإن بوش الابن يتصدر القائمة السوداء بغزو العراق، ثم بايدن الأكثر دموية وبشاعة فى التاريخ الحديث.