مصادفه تلقي رجل الاعمال الوحيد بالحاره طلب صداقه من أحد اصدقائه القدامي ، وليته ماتلقي هذا الطلب ووافق عليه ولكن رب ضاره نافعه حتي لوكان الضررهو ايذاء المشاعر .
هذا الرجل ” رجل الاعمال “كان يتأثر بشده لكل اصحاب العوز والاحتياج ممن لايقدر أحدهم علي سؤال الناس ، في الايام الاخيره كلما فتح الفيس بوك وجد كثير من اصحاب المعاشات ليس لديهم سوي سؤالين ، متي ينزل الراتب في الماكينه؟ والسؤال الاخر هل هناك زياده في الراتب ام لا ؟، يومها تأثر صاحبنا رجل آلاعمال أيما تأثير دفعه للتفكير مليا في هذه الفئه التي افنت ثلاثه أربعاع اعمارهم في العمل ينتظرون الراتب وبقي الربع الاخير ينتظرون فيه المعاش!! بعدها ارتدي كامل ملابسه ونزل يتجول بالقرب من ماكينات الصرافه عله يري المشكله تنبسط له علي أرض الواقع ، كان الوقت والزمان هو الثلث الاخير من الشهر الميلادي ، وعند الماكينه ابطأ المسير يراقب كبار السن حين يضعون الكارت في الماكينه ويخرج منها سريعا معلنا الفلس المؤقت حتي نزول الراتب فتعلوا الوجوه نظره حزينه ويقف المكدور واجما صامتا سارحا متسائلا” مالعمل؟ ، كرر الرجل هذا الامر في المراقبه عده مرات ثم قرر في نفسه شيئا أراد تنفيذه وبسرعه لصالح اصحاب المعاشات ، ساعتها توجه الي البنك وربط لهم وديعه بملايين الجنيهات في صوره وقف لفظي حتي يحفظ كرامه العشرات من اصدقائه القدامي في الحاره من مسأله العوز والاحتياج ، بعد الانتهاء توجه الي مصنعه وكلف أحد عاملي الامن بالمصنع بالذهاب الي رأس الحاره حيث توجد ماكينه الصرافه للعمل بجوارها خلال الثلث الاخير من الشهر.
كان اخونا عامل الامن يحمل حقيبه ملئ بالنقود من قِبل صاحب المصنع يضعها بين قدميه وهو جالس في المقهي القريبه من الماكينه يحتسي الشاي الساخن وكلما ظهر امام الماكينه رجل تجاوز الستين من عمره اندفع تجاهه يراقب خروج النقود عن بعد فاذا لم تخرج وخرج الكارت وحيدا هرع الرجل تجاه العجوز واعطاه مالا علي سبيل الاقتراض او علي سبيل المنحه التي لاترد ، وعلي العجوز اختيار أحد الامرين ، الكل كان يقبل المال “المتعفف وكذا البسيط المحتاج “، فإذا كان العرض كريما فلامناص هنا للقبول.
ظل رجل الاعمال سنوات يفعل الخير ويسد عوز الكبار أمام الماكينه سنوات وسنوات ، وكلما ذاد عطاؤه للناس ذادت ثروته وبالتالي زاد من وديعه الوقف الممنوح لأصحاب المعاشات ورويدا رويدا اختفي اصحاب السؤالين علي الفيس بوك ، تلكم الاسئله التي كانت تعطي مجالا واسعا للتنمر والتندر والتنظير .
حين توفي الرجل شهدت الحاره اعظم جنازه في تاريخ الحاره الطويل ، تنعطف المسيره بأكتظاظ من باب الحاره الي حرم الشارع الكبير الذي امتلأ عن اخره بالناس ، يحمل النعش الابيض عشرون من اصحاب المعاشات في سابقه لطيفه للاعتراف بالجميل ، يتقدم النعش موسيقي حسب الله تعزف لحن الموت المهيب الذي تنخلع له القلوب وتُفتح عندسماعه كثير من النوافذ والبلكونات تطل منها رؤوس النساء ، الغريب في الامر انه في اليوم التالي لوفاه رجل الاعمال ، اختفي صاحبنا المكلف بحمل الحقيبه من المقهي المجاور للماكينه واختفت معه حقيبه الصدقه الي الابد ، لم يسرق العامل البسيط اموال الصدقه ولكن منعها عن الناس ابناء رجل الاعمال الذين اجتمعوا بعد انتهاء مراسم دفنه لتقسيم الميراث علي انفسهم وفك ربط الوديعه ونصحوا عامل امن المصنع بالاختفاء من المقهي الي الابد.