عندما تتكالب عليك الهموم، وتتوالى عليك الأحزان كأمواج بحرٍ لا يهدأ، حين تضيق نفسك وكأنك تسير في نفق مظلم بلا نهاية، يقف صوت الإيمان ليذكرك.
“ولا تيأسوا من روح الله”
إنها وعد الله الذي لا يخلف، وأمل لا ينطفئ مهما اشتد الظلام.
اليأس هو العدو الذي يتسلل إلى القلوب ليطفئ نورها، لكنه لا يستطيع الصمود أمام قوة اليقين بالله.
كيف تيأس، وأنت تعلم أن الله قريب؟ كيف تيأس، وربك الذي خلق الكون بأسره قد وعدك برحمته وفرجه؟ ألا ترى أن بعد الليل الحالك يولد الفجر، وأن الشتاء مهما طالت برودته، يليه ربيع يعيد للأرض حياتها؟
“ولا تيأسوا”
ليست مجرد دعوة، بل هي منهج حياة.
تأمل يعقوب عليه السلام الذي أرهقته مصائب الدنيا، لكنه ظل يردد:
“عسى الله أن يأتيني بهم جميعا”
تأمّل أيوب عليه السلام، الذي أحاط به البلاء من كل جانب، ومع ذلك لم يتوقف عن الدعاء لله قائلاً:
“أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”
بقلب مطمئن وصبر لا يتزعزع.
الحياة قد تضيق، لكن باب الله أوسع من كل ألم.
مهما تعثرت أو شعرت أن الطريق موصد، تذكر أن مع كل عسر يسرا، وأن الله لا يترك عبدا توكل عليه.
كن كالشجرة التي تجابه الرياح، لكنها تظل ثابتة بجذورها، تنتظر المطر لتزهر من جديد.
لا تجعل لليأس مكانا في قلبك، فهو أول خطوة نحو الهزيمة.
افتح نوافذ روحك لنور الأمل، وامنح نفسك فرصة لتشهد كيف يبدل الله حالك من ضيق إلى فرج، ومن ضعف إلى قوة.
“ولا تيأسوا من روح الله”
هي سر الحياة، ورسالة لكل قلب أرهقته الأيام بأن هناك دائما أمل، لأن رحمة الله أعظم مما تتخيل، وفرجه أقرب مما تظن.
انهض، قاوم، وتوكل على الله، فإن مع العسر يسرا، وإن الله لا يخذل عبدا لجأ إليه بصدق.