بعد أكثر من ٤٤٠ يوما من المحرقة التي تمارسها إسرائيل على الهواء مباشرة أمام كل العالم لشعب لا ذنب له سوى أنه مصصم على الإقامة في وطنه وتحريره من أبشع استعمار شهدته البشرية، أقول بعد 400 يوم من الإبادة فاجأت اسرائيل العالم بإحراق مستشفى كمال عدوان آخر مرفق صحي بشمال غزة الأبية والمنكوبة أمام أعين العالم .
فماذا كان رد العالم تجاه ما حدث لمستشفى كمال عدوان من إحراق ومن قتل محقق للحالات الحرجة ومن أسر الطاقم الطبي وارغامه على خلع ملابسة في عملية إذلال بشع لم تنج منها النساء ؟
لم يكن رد فعل العالم سوى ما يفعله كل يوم تجاه المجازر اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 400 يوم ألا وهو الشجب والاستنكار لأفعال عدو لا يعبأ بمثل هذا الكلام بل لا يعبأ بقرارات الأمم المتحدة لأنه محمي بقوة غاشمة نشأت بالعنف وعاشت تعلي من شأنه تستخدمه وتراه أنجع الوسائل في الوصول إلى أهدافها
وماذا يعني ذلك؟
يعني أن العالم شريك بكلامه الصامت أو بكلامه الخادع في جريمة الإبادة التي تتم للشعب الفلسطيني لأن العالم يقف عند الشجب والاستنكار والدعوة إلى الوقف الفوري لهذه الجريمة فقط وهو يعلم أن شجبه واستنكاره لا يزيد العدو إلا طمأنينة من العقاب وتدفعة إلى مزيد من القتل والتسريع في الإبادة مثلما دعاه إلى ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ذلك ،وبالتالي فالعالم شريك في الإبادة بسلبيته وصمته أو بكلامه الصامت أو الخادع كما قلنا
وماذا يمكن أن يفعل العالم ..هل تدعو العالم لحرب إسرائيل ؟
لا أدعوه إلى الحرب وإن كان القانون الدولي يمنحه هذا الحق في الدفاع عن الحق ولو أن دولة عربية وقعت في بعض ما تفعله اسرائيل بالمدنيين والنساء والاطفال لحاربها العالم .لكن ما دامت اسرائيل محمية بالفيتو الذي تمتلكه أمريكا وبريطانيا وغيرها من شركاء اسرائيل فإن هناك الكثير والكثير الذي تستطيع أن تفعله دول العالم التي تدرك خطورة ما يحدث على السلام العالمي فالحرب هذه آخر الدواء مثل الكي- كما يقولون -ولو أن العالم الحر بدأ مع اسرائيل بما يجب أن يفعل من رفض عملي لافعالها كالمقاطعة السياسية ثم الاقتصادية ثم الثقافية وغيرها من وسائل العلاقات الدولية التي لا تستغني عنها دولة لادركت اسرائيل اثر ما تفعل ولتراجعت عن إبادة شعب أعزل تحتل أرضه وتبيد شعبه منء أكثر من 70 عاما بل تسعى لاحتلال ما حوله من الدول . فإسرائيل لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن العالم ،ولا تستطيع أن تعيش مكتفية بأمريكا وبعض الدول الأوروبية، ولا تستطيع أن تعيش في حالة من الكراهية العالمية لافعالها بدليل أنها تكذب في تبرير كل ما تفعل لأقناع العالم بصواب ما تفعل .
بل في تدميرها وحرقها للمستشفي والمستشفيات التي سبقتها استخدمت كذبتها الأثيرة ألا وهي أن المستشفي يأوي عناصر من حماس كان الحمساويين من الغباء بحيث تعلن اسرائيل عن عمليات في محيط مستشفى كمال عدوان كما قال أعلامها ثم يظلون في المستشفي .
فهل يستطيع العالم بعد أكثر 400 يوم أن يتخذ خطوة جادة لوقف هذه الإبادة بالإضافة إلى الشجب والاستنكار ؟
أخير قد يتصور البعض اني أرى أن الشجب والاستنكار غير مطلوب وهذا مالم أقصده فالاعلان عما يحدث وكشفه وشجبه مهم من نواح ستى لكنه لا يكفي مع عدو لا يعبأ به وقضيته أن يفر بجريمته ثم يعاود الكذب وتوليد الكذب الذي كذبه ليخفي بعد ذلك ما حدث بل ويقدم نفسه للعالم كما يفعل دائما كضحية وهو ما نجح فيه في الماضي كثيرًا.