وزنه تريليون طن .. ويتجه شمالًا نحو الدفء .. ليتحطم تمامًا ..!!
كتبت – ماجدة عبد العظيم
تحرك أضخم جبل جليدي في العالم مرة أخرى، الشهر الماضي، بعد هروبه من دوامة عملاقة تسببت في دورانه بمكانه لعدة أشهر. هذا هو الهروب الثاني للجبل في عامين، بعد تحرره من قاع البحر حيث ظل عالقًا لمدة 37 عامًا.
يراقب العلماء الآن عن كثب مسيرة اللوح الجليدي البطيئة نحو النسيان على أمل معرفة المزيد عن النظام البيئي الخفي المؤقت الذي قد يدعمه.
تبلغ مساحة سطح A23a، الذي يُطلق عليه اسم “الجبل الجليدي العملاق”، حوالي ثلاثة أضعاف مدينة نيويورك ويزن حوالي تريليون طن. انفصل لأول مرة عن جرف فيلشنر الجليدي في أنتاركتيكا عام 1986 ولكنه انحشر بقاع البحر قرب الشاطئ، فتباطأ معدل ذوبانه. احتفظ بلقب “أكبر جبل جليدي في العالم” منذ مايو 2023، بعد انفصال أكبر جبل جليدي سابق A-76A.
في أواخر 2023، تحرر A23a من قيد قاع البحر وتحرك مبتعدًا عن القارة القطبية الجنوبية. لكنه، بعد بضعة أشهر فقط، حوصر في دوامة عملاقة من المياه الدوارة الناجمة عن التيارات المحيطية التي تدور حول جبل تحت الماء أو جبل بحري. وكتب الباحثون على يوتيوب أنه عند أقصى سرعة دوران له، كان الجبل يدور حوالي 15 درجة عكس اتجاه عقارب الساعة يوميا.
واعتبارًا من 13 ديسمبر الماضي، هرب الجبل الضخم من الدوامة مبتعدًا عن القطب الجنوبي، وفقًا لهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي (BAS).
قال أندرو مايجرز، عالم المحيطات بالهيئة: “نريد معرفة ما إذا كان سيسلك نفس مسار الجبال الجليدية الكبيرة الأخرى التي انفصلت عن القارة القطبية الجنوبية. ورصد تأثير ذلك على النظام البيئي”.
تتحرك معظم الجبال الجليدية الضخمة التي تنفصل عن القارة القطبية الجنوبية شمالاً عبر قسم من المحيط الجنوبي يُعرف باسم ممر دريك، و ُيعرف بأنه “مقبرة الجبال الجليدية” لأنه يدفع الجبال الجليدية شمالاً إلى المياه الأكثر دفئًا، حيث تتحطم في النهاية.
قالت لورا تايلور، المرشحة للدكتوراه في الكيمياء الحيوية الجيولوجية فيBAS: “هذه الجبال الجليدية العملاقة توفر عناصر غذائية للمياه التي تمر بها، مما يخلق أنظمة بيئية مزدهرة في مناطق أقل إنتاجية”.
أخذ العلماء عينات من المياه على طول المسار المتوقع للجبل الجليدي وسيستمرون في أخذ عينات في عقب مروره. وبمقارنة العينات يمكن معرفة الأثار البيئية لانفصال الجبل.كت