سبحان مغير الأحوال .. الحمد لله أسعدت السماء جماهير الأهلي العظيمة بفوز جاء متأخرا، لكنه رائعا وفاق كل التوقعات.
**شوط أول غريب وعجيب، امتلك ستاد ابيدجان الكرة معظم الوقت مرتديا الفانلة الحمراء، مما جعل لاعبي الأهلي بفانلاتهم الكحلي يتأملون لاعبي المنافس معظم الوقت ويتعلمون منهم دروسا في الانتماء حيث لمسوا إصرارا منهم سواء بحسن الانتشار في الملعب وسرعة الانتقال من الدفاع للهجوم بدون إهدار الكرات خارج المستطيل الاخضر، كما ظلوا يهاجمون بروح عالية حتى آخر لحظات المباراة.
**إشارات السماء في مباراة اليوم تمثلت في عدة أمور : أولها ذلك الجمهور العاشق للنسر الأحمر من أبناء الجالية المصرية الذين تواجدوا بشكل ملحوظ مقارنة بقلة الجماهير الأفوارية على ملعبهم ولم يهدأ مشجعو الأهلي في دعم الفريق ورفع الاعلام ومنا علم فلس&طين الحبيبة.
**ثاني الأمور المبشرة : تخلي الخواجة كولر عن عناده المعتاد والمتوقع، خاصة وان أسباب التعادل او الهزيمة (لا سمح الله) موجودة فالرجل لديه نصف الفريق مصاب، أخرها إصابة أكرم توفيق عند التسخين والاستعانة بأحمد نبيل كوكا بدلا منه منذ بداية المبارة، بالإضافة إلى حجج الرطوبة العالية والحرارة التي كانت عند بداية المباراة ٣٧ .
**ثالثا: خطوة التوفيق التي صاحبت خالد عبد الفتاح فقدم هدية نفيسة إلى المتألق إمام عاشور متمثلة في عرضية متقنة ليحرز هدف التقدم بعد التعادل أمام الفريق الافواري.
**رابعا : مبادرة كولر بالتغييرات المبكرة مع بداية الشوط الثاني( الدقيقة ٤٦) أسفرت عن هدف الأهلي الاول ويحقق التعادل في الدقيقة ٥٣ بمتابعة جيدة من إمام عاشور لكرة وسام أبو على الخطيرة
**خامسا : رغم انشغال إمام عاشور بمتابعة تداعيات (بالونة مباراة سموحة) وما أسفرت عنه من لغط ورغي كثير، فاجأ إمام الموهوبين الجميع بأنه بالفعل يستحق أن يكون رجل المباراة -كما حدث يوم سموحة–
لانه رغم التعب الواضح عليه والذي أثر على سرعته، استخدم عقله قبل قدمه ورأسه في انتهاز الفرص واحرز علامة الهاتريك الكاملة بدون بالونة هذه المرة او احتفال مثير للجدل .
**السبب السادس ان هذا الفوز الذي استكملناه في الوقت بدل الضائع، أنقذ الأهلي وجماهيره من تداعيات حسبة برما التي كانت ستواجهه وهو على وشك إنهاء مباريات المجموعة الأسبوع القادم أمام المنافس الاكثر شراسة (قراصنة اورلاندو ) الجنوب افريقي والذي ننتظره جميعا غدا أمام شباب بلوزداد لأن الفوز على الفريق الجزائري يعني عودة الصدارة الجنوب افريقية للمجموعة ب١١ نقطة مقابل ١٠ للأهلي وحتى لو تعثر الأهلي في القاهرة (لا قدر الله) أمام الفريق الجنوب افريقي فقد ضمن بفوز اليوم المركز الثاني في المجموعة حتى وأن فاز شباب بلوزداد بمباراته الاخيرة أمام ستاد ابيدجان سيتوقف رصيده عند النقطة التاسعة (وبالطبع مباراة الغد ستغير الحسابات)
**هذه العلامات كلها نعتبرها بشرة خير قبل لقاء الختام و تضع مسئولية على لاعبي الأهلي المختارين للمباراة القادمة -سواء كانوا من أبنائه أو المحترفين أو القادمين من الخارج–
لإسعاد الجماهير الأصيلة التي نتوقع تدفقها على الاستاد بشكل غير مسبوق، وذلك لن يتحقق إلا بالفوز والأداء المقنع وعليهم أن يتذكروا ان الأهلي زعيم افريقيا وتصدره للمجموعة هو -في تقديرنا- أقل ما يمكن تقديمه للجمهور الوفي الأمين.
**ولا ننسى في النهاية التهنئة الخالصة لفريق بيراميدز على فوزه خارج الأرض في نفس المسابقة ونتمنى له كل حظ سعيد..
صالح إبراهيم