**رغم مقالب الجونة المكافح مع الأهلي والتي انتهى بعضها بالفوز على النسر الأحمر في أخر دقائق المباراة وما تتطلبه هذه المباراة من الخواجة كولر بأن يعد العدة للفريق بحيث لا يصل إلى هذا المأزق في مباراة اليوم ، سيطر هاجس مباراة السبت مع أورلاندو الجنوب أفريقي وهي المباراة المهمة جدا لأنها تحدد أول المجموعة بعد ضمان الاهلي الصعود للدور الثمانية بفوزه على ستاد ابيدجان هناك..
**ومع ذلك فاجأ كولر الجميع بإراحة عدد من أهم اللاعبين الأساسيين في مقدمتهم : الفتى الذهبي وساك أبو علي وأكمل المفاجأة بإعطاء الفرثة لكهربا ليكون البديل، ربما يكون معذورا في ظل استمرار غياب محمد طاهر ورحيل تاو، لكن ما حدث أن شجاعة أبناء الجونة قلبت الموازين في المباراة وأثبتوا للحضور كم هي نسبة الاستحواذ لفريق ما تعد سرابا أو وهما كبيرا!
**اعتقد أن الدقيقة ٨٥ هي أجمل لحظات المباراة وتوجز جميع أحوال اللقاء، إذ تحولت الكرة من هجمة خطيرة للجونة العنيد تمكن ظهير الأهلي من إيقافها وإبعادها قبل خط المرمى وتحويلها إلى هجمة مرتدة تبادلها باقتدار إمام عاشور -رجل المباراة- والوافد الجديد عمر الساعي الذي كاد يدخل اهتمام وقلوب الأهلاوية بتسجيل هدفه الأول مع الفريق من إنفراد كامل ولكن تسديدته الجميلة ارتطمت بأعلى العارضة ولم تسقط داخل المرمى كما توقعت الجماهير التي وقفت جميعا مستمتعة بدفء اللحظة وبالهدف الذي لم يتم تسجيله لكنه سيبقى موضوعا لأحاديث الجميع لفترة ربما تتجاوز زمن المباراة الافريقية السبت القادم.
**الشوط الأول انتهى بالتعادل بدون أهداف وباستحواذ نظري للأهلي بنسبة ٦٨% مقابل ٣٢% فقط للجونة رغم أن الجونة انفرد خلال الشوط بتقديم الكرة الجميلة وأشعر لاعبوه جميع من في الملعب بتسيدهم للبساط الأخضر، بادلوا الأهلي الهجمات وكانت تسديداتهم على المرمى أكثر مما فعله خط الهجوم الأهلاوي بقيادة كهربا الذي يحتاج -في تقديري- إلى كونسلتو نفسي لإعادة شحنه وتأهيله حتى يستطيع العطاء ويشعل الفولت العالي كما عودنا قبل ذلك.
**أهم درس مستفاد من هذا الشوط أننا أدركنا أهمية التدقيق في الصفقات وأن يتم التعاقد مع لاهبين من المستوى المتميز حتى نستعيد الفخر بالعبارة المشهورة (الأهلي بمن حضر) لأن حضور مباراة اليوم حتى وإن انتهت بفوز الأهلي بهدفين إلا أننا شعرنا بأن لاعبي الأهلي وكأنهم غرباء عن الكرة وكأنها مجرد مباراة ودية أو سهرة رمضانية ..
**لأنه في غياب العديد من الأسماء -ومنهم طاهر محمد طاهر المصاب وبيرسي تاو المنتقل إلى قطر -قد أفرغ دكة الاحتياطي من رصيد يستطيع ان ينفذ بدقة ونجاح خطة التدوير التي تبدو ضرورية بالنسبة لفريق الأهلي -المشغول أكثر من غيره بكثافة المباريات المحلية والقارية والدولية- وبالطبع نحن لا نحسد نادينا المفضل على هذه المكانة الكبيرة لكننا نأمل في جميع الأحوال التمسك بإيجابياتها وتنميتها حتى لا تكون عبئا على الجميع..
**ذلك أن الفوز الذي تحقق اليوم ببركة السماء ودعاء الجماهير يعود الفضل فيه إلى إصرار إمام عاشور -الموهوب المتألق- على أن يتفرغ للأداء الإيجابي ويبتعد عن الحركات الصبيانية الملازمة للأهداف الجميلة التي يسجلها وقد حدث ذلك بالفعل اليوم وكم أسعدني أنه في لمسة وفاء محترمة، ذهب إلى كهربا بعد استبداله -ضمن التغييرات الدفاعية المستغربة من كولر في الشوط الثاني- وأهدى إليه الهدف الثاني الجميل الذي سجله في الدقيقة ٩١ وطمأن الأهلاوية على النجاة من نوة الجونة الشتوية والاحتفاظ بصدارة الدوري في فأل حسن وبشرى بأن اللاعبين الأساسيين الذين سيحظون بشرف اللعب أمام أورلاندو الخطير في ستاد القاهرة مساء السبت القادم سيسعدون الجماهير بالفوز وتصدر المجموعة وهم -إن شاء الله- قادرون وأذكرهم فقط بتعادلهم في المباراة الأولى بتعادلهم على أرض الضيف الجنوب افريقي ضمن مجموعة الموت وهي خطوة مهمة أنجزها الأهلي للحصول على كأس الأميرة الافريقية للمرة الثالثة على التوالي بإذن الله.
صالح إبراهيم