عندما كانت هنالك كتباً طبية بأنامل عربية وإسلامية إبان القرن العاشر والحادي عشر الميلادي، لم تكن انجلترا قد ولدت بعد، ولم تكن للأبجدية الإنجليزية ملمحاً لا وهمياً ولا فعلياً، بل إن الطب البريطاني والغربي والعالمي لهج على إرث القانون في الطب لابن سينا، الذي ظل المرجع الطبي الأول في مدارس الغرب حتى القرن الثامن عشر الميلادي…
ولما أخرج أبوالقاسم الزهراوي كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف عام ألف ميلادية، كانت أوروبا والعالم بين ظلامتين الجهل والمجهول…
وحينما بزغ في أفق الدنيا كتاب الحاوي لأبي بكر الرازي، وتم ترجمته لأول مرة في بريشا الإيطالية في أواخر القرن الخامس عشر، كانت الكنيسة الكاثوليكية بين هرطقة التنجيم وزندقة التجسيم ….
وعلى الإجلال والإجمال :
ظلت مؤلفات الطب كلها مكسية بثوب اللغة العربية حاضرة بقوة في ربوع الأرض قروناً متوالية لن تمحى آثارها وأمجادها ريب المنون…
الموجز في الطب لابن النفيس، الشفاء لابن سينا.. الكامل في الصناعات الطبية.. التيسير في المداواة والتدبير.. عيون الأنباء في طبقات الأطباء.. تقويم الأبدان في تدبير الإنسان.. المقالة الحكمية في الأمراض الوقائية… قاموس الأطباء وناموس الألباء …