يُعد المجلسُ الأعلى للشُئُون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية واحةً ثقافيةً، وفكريةً، وثريةً، تحمل لواء التنوير فيما يرتبط بفقه الدين، وما يتمخضُ عنه من ألوان العلوم التى تحمل فى طياتها طيب الكلم، وأحسنه، وأفضله، وأجوده، والذى بدوره يُساهمُ فى تشكيل بناء الإنسان حامل لواء الإعمار، والنهضة.
والمطالعُ لأنشطة هذا المجلس الذى يترأسه الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف المصرى، ويتولى أمانته فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومى، يجد أن مجالات العمل به تتسم بالشمُولية؛ حيث تتضمنُ المجال التنظيرى الذى يقدم نمط الثقافة الإسلامية الوسطية، التى تستنير بها عُقُولُ المُسلمين فى مشارق الأرض، ومغاربها.
والأمرُ لا يتوقفُ عند هذا الحد، بل هناك المجالُ الميدانى الذى يُزاولُه مُكونُ هذا المجلس بكامل هيكله؛ حيثُ انعقادُ الملتقيات الفكرية، والثقافية، والتنويرية مع منتسبى الداخل، والخارج من الوافدين؛ فهناك العديدُ من المعسكرات التثقيفية، التى يُنفذُها، وهى تستهدف نشر الفكر الوسطى المُستنير، والذى به يتم مواجهةُ موجات التطرف، والإرهاب الفكرى منه، والمادى على حد سواءٍ.
وأنشطةُ المجلس نراها مُتجددةً، ومُجددةً فى الوقت ذاته؛ حيث تتناول فى ثناياها القضايا المُستحدثة على الساحة الداخلية، والدولية التى ينشغل بها الإنسانُ؛ فيؤدى دوره التنويرى، والدعوى، والتوعوى، بصورةٍ وظيفيةٍ؛ حيث يعقد المؤتمرات، والمنتديات، واللقاءات، والندوات، والدورات فى كثيرٍ من المحافل، والأماكن، برعايةٍ مستدامةٍ من قيادتها المُتمثلة فى معالى الوزير، والأمين العام للمجلس.
وقد اهتم المجلسُ الأعلى للشئون الإسلامية بمخاطر الفضاءٍ الرقمى، ووضع العديد من الآليات، التى تُسهمُ فى التوعية باستخدامه، وتوظيفه فى دُرُوبٍ، ومساراتٍ، ومداخل الخير، والابتعاد عن مُنزلقات الضلال، والظلام، والفساد، وطرائق الإفساد، كذلك ترشيد الاستخدام بما يتناغمُ مع القيم النبيلة، والخلق الحميد، الذى يتبناه المجتمعُ، ويتطلعُ لتفعيله عبر الفضاء المُنفتح.
وهناك العديدُ من الإصدارات الرقمية، والورقية التى يُنتجُها المجلسُ الأعلى للشئون الإسلامية فى العديد من العلوم الإسلامية المتنوعة، ناهيك عن الموسوعات الثرية، والمجلات المُتخصصة، والكُتُب القيمة، كما تحافظ إدارة المجلس على التراث، وتتبنى فكرة صيانته المستدامة، وتجميعه فى كثير من المجالات الدينية المتنوعة، وذات الطابع المُقدس.
والحديثُ عن هذا الصرح الثرى التابع لوزارة الأوقاف المصرية من قُبيل تسليط الضوء عليه بمزيدٍ من الرعاية، والاهتمام؛ نظرًا للدور الفعال، والمُهم الذى يعنى به؛ إذ يُعد من أدوات بناء الشخصية المصرية صاحبة الفكر المستنير، والمُعتقد الوسطى المُعتدل، والرؤية الطموحة، التى تُنشد مزيدًا من التقدم، والرقى، والازدهار، وترغبُ فى استكمال بناء الحضارة بأشكالها المُتنوعة على مر التاريخ.
ونُشير إلى أن المجلس يقوم بدورٍ ريادى على المُستوى الخارجى المصري؛ حيث يُعضدُ العلاقات الخارجية؛ وذلك باستقبال الوُفود الأجنبية، ويعقدُ من أجلها اللقاءاتُ، والمُنتدياتُ، والمؤتمراتُ، التى يستعرضُ فيها تُراثه المُتنوع، الثرى، الذى يُدخلُ البهجة، والسرُور فى قلوب الحاضرين، وأفئدتهم من سفراء الدول المختلفة؛ فمنها على سبيل المثال، لا الحصرالتسجيلات النادرة لكبار القراء المصريين.
إن مصر الحبيبة فى احتياجٍ مستدامٍ لتعزيز الأُطر الثقافية من خلال مؤسساتها الفعالة، لا سيما وأن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية له دور فى تعظيم القيم فى النفُوس، وله ثقل فى ترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة فى الوجدان، وله مقدرة على زرع ثوابت الثقافة المصرية فى أذهان مريديها، ومن يتطلعُ للتعرف عليها، والنهل من مشاربها.
إن إسهامات المجلس فى مختلف المجالات ليُحتمُ علينا أن ندفع به إلى الأمام؛ كى يؤدى رسالته على الوجه الأكمل، وكى يزداد قوةً، وفاعليةً على المستويين: الداخلى، والخارجي؛ لتنضج الثمار المُتمثلة فى بناء فكرٍ رشيدٍ، يحملُ فى مكنونه ماهية الولاء، والانتماء، ويُقبلُ على دنيا الحياة بصورةٍ إيجابيةٍ يعلوها الإيمانُ، ويُزينُها عمل جاد نُعمرُ به ربوع وطننا الغالي؛ فلا يتوقفُ العطاءُ ما دامت القلوبُ نابضةً بالحياة.
ولنا أن نُثمنُ، ونشُد عضُد كل مؤسسةٍ مصريةٍ أصيلةٍ عريقةٍ تحمل رسالةً ساميةً تتمثل فى أدواتها المتنوعة، التى بها تعمل على بناء الإنسان؛ حيث تقدم له ما يلبى احتياجاته المعنوية، والمادية؛ ليستطيع أن يمتلك من الخبرات، والمقومات ما يجعله يحيا حياةً كريمةً على أرض العزة، والكرامة فى ظل قيادةٍ سياسية، رشيدةٍ، مُحبةٍ للوطن، وفى خضم مؤسساتٍ وطنيةٍ، تحمى مُقدرات بلادها، وتصُوُنُها من كيد الكائدين.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.