كتبت سامية الفقى
طالب سكرتير عام لجنة السياسات العربية والأفريقية في البرلمان الأوروبي د. الحبيب النوبي بضرورة التطبيق العالمي وغير المشروط لحقوق الأطفال، متسائلا كيف سمحنا لإنسانيتنا الوصول إلى واقع يتقبل معاناة بعض الأطفال، على أساس اسمهم أو عقيدتهم أو مكان ولادتهم، حيث يتحدد مصير كل طفل وفقاً لفاصل زائف بين “أطفالنا” و”أطفالهم”.
جاء ذلك في كلمتة اليوم الاثنين خلال مشاركته عبر تطبيق الفيديو كونفرانس في القمة الدولية لحقوق الأطفال التي استضافها الكرسي الرسولي في الفاتيكان.
،بعد كلمة افتتاحية ألقاها قداسة البابا فرنسيس في جلسة بعنوان “حقوق الطفل في العالم المعاصر”.
وقدم د الحبيب النوبي الشكر لقداسة البابا فرنسيس على عقد القمة، وعلى التزامه غير المشروط تجاه أطفال العالم، مشيراً إلى ما قام به قداسته قبل سنوات، من نشر مجموعة من الرسائل التي وصلته من أولاد وبنات من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ردوده عليها. وذكر سيادته بإحدى الرسائل التي تضمنت سؤالاً من طفل لاجئ اسمه محمد سأل فيها “هل سيعود العالم كما كان في الماضي؟”
وقال إن هذا السؤال يؤرق ملايين الأطفال، ممن قُلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الحرب. وهو سؤال ما من إجابات سهلة له.
وأضاف الحبيب النوبي أن “اتفاقية حقوق الطفل هي المعاهدة التي حظيت بأكبر عدد من التصديقات في التاريخ. فمن الناحية النظرية، الإجماع واضح: كل حق لكل طفل. ومع ذلك، يتم استثناء الكثير من الأطفال حول العالم من ذلك الالتزام – خاصة في مناطق النزاعات. والأسوأ أن الناس أصبحوا غير مبالين بآلامهم.”
وقال سيادته”اليوم، يعيش واحد من كل 6 أطفال على وجه الأرض في مناطق متأثرة بالنزاع. واحد من 6. يومياً، العشرات منهم إما يُقتلون أو يشوّهون. يُسلبون من كل حق… في الحياة والأمان، وأيضاً في التعليم والصحة والخصوصية والحماية من الإساءة”.
وأكد على أنه في خضم الحرب لا يوجد ما يحمي الأطفال من أقسى نزوات البشر. موضحاً أن “ضحايا الحروب الأصغر سناً يُسلبون من حقهم الإنساني الأساسي – الحق في الطفولة. وتُبرر هذه الجريمة بأخرى: إقصاؤهم عن عالم الطفولة كلياً. يتم شيطنتهم وإظهارهم كأشخاص أكبر سناً وتصويرهم على أنهم يشكلون تهديداً أو نبذهم على أنهم دروع بشرية”.
وقال الحبيب النوبي “من فلسطين إلى السودان ومن اليمن إلى ميانمار وغيرها، يسبب هذا “التجريد من الطفولة” شروخاً في تعاطفنا.” “ويسمح للسياسيين بالتملص من المسؤولية… وتقديم الأجندات الضيقة على حساب المسؤوليات الجماعية”.
وفي كلمته أشار، إلى دراسة حول الحالة النفسية لأطفال غزة الأكثر عرضة للخطر حيث أفاد 98% منهم بشعورهم أن موتهم وشيك. وقال ما يقارب نصفهم أنهم يرغبون في الموت. وقال “لا أن يصبحوا رواد فضاء أو رجال إطفاء كبقية الأطفال – أرادوا الموت”.
وبين أن الالتزامات العالمية تكون جوفاء دون تطبيق متساوٍ. موضحاً أنه “إذا كان بالإمكان إنكار حق ما، فهو ليس بحق على الإطلاق، بل امتياز تتمتع به قلة محظوظة.”
وقال مع مرور ساعات هذا اليوم، ودراسة حقوق الأطفال من كل زاوية، لا يمكننا إغفال أولئك الذين يستيقظون كل يوم متسائلين: “هل سيعود العالم كما كان في الماضي؟”
وقد أكد أن حياة الملايين من الأطفال تشوهت بسبب الفقر والحرب والظلم والاستغلال والافتقار للتعليم. وأن ما رأيناه بشكل مأساوي – خاصة موت الأطفال تحت القصف أمر غير مقبول، وأن لا شيء يستحق التضحية بحياة طفل. فقتل الأطفال يعني الحرمان من المستقبل.
وتم تنظيم القمة من قبل اللجنة البابوية لليوم العالمي للطفل التي أنشأها البابا فرنسيس عام 2023 لتعزيز مهمة الكنيسة في الدعوة لاحترام حقوق وكرامة الأطفال. وجمعت القمة أصواتاً وخبراء من العالم لتسليط الضوء على التحديات العالمية أمام حقوق الأطفال والتي تتطلب التزاماً جماعياً عاجلاً.